
مواجهة الإرهاب من خلال تجربتي مصر والدول العربية
تبنت العديد من الدول العربية التجربة المصرية الرائدة في مقاومة إرهاب جماعة الإخوان، حيث لم تقتصر هذه الجهود على تونس فحسب، بل شملت أيضا دولا في منطقة الخليج، التي حاولت الجماعة استغلال الديمقراطية للوصول إلى أهدافها في إنشاء إمارات شبه إسلامية. قامت هذه الدول بالتصدي بحزم لمحاولات الجماعة لنشر أفكارها المسمومة بين شعوبها، فاتخذت إجراءات صارمة للقضاء على ما يعرف بـ«تيار الإسلام السياسي»، وعملت على عزل هذا التيار طوال العقد الماضي. كما تضافرت الجهود بين الدول من أجل استهداف أنظمة تمويل الإرهاب ونشاطاته بشكل مباشر وغير مباشر.
تجربة التصدي للإرهاب
في هذا السياق، يبرز المحلل السياسي الدكتور محمد الأحمد، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، أن جماعة الإخوان أثبتت فشلها في عدة دول عربية، حيث كانت تجربة مصر ملهمة للدول الأخرى التي اكتشفت مدى خطورة أهداف هذه الجماعة. بالإضافة إلى ذلك، قامت دول مثل مصر والسعودية والإمارات بتصنيف الجماعة كإرهابية وأدرجت أعضائها ضمن قوائم الإرهاب، وجففت مصادر تمويلها المشبوهة.
علاوة على ذلك، كانت هناك خطوات ملموسة لمنع أعضائها من نشر أفكارهم من خلال الجامعات والمساجد، بالإضافة إلى إغلاق قنواتهم الإعلامية في عدد من الدول. لم يعد مسموحًا لهم بالتدخل في وسائل الإعلام أو اعتلاء منابر المساجد، مما ساهم في تقليل تأثيرهم على المجتمعات العربية.
أما عن تجربة الإخوان في السعودية، فقد حاولت الجماعة التسلل إلى الشؤون السياسية المحلية، لكن المملكة تصدت بكل قوة لأطماعهم، كما أشار إلى ذلك وزير الداخلية السعودي. وظهرت أيضا محاولاتهم للنفوذ في الكويت أثناء احتلال صدام حسين لها.
تستمر جهود الجماعة في محاولة لملمة شتاتها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة الفتن بين الحكومات والشعوب العربية. وبالرغم من محاولاتهم، يُظهر الوعي الكبير بخططهم التآمرية قوة العلاقات الأخوية بين الدول العربية، خاصة مصر والمملكة العربية السعودية.
الإمارات، بدورها، قامت في يناير الماضي بإدراج 19 فردا وكيانا على قوائم الإرهاب المحلية، في إطار متابعتها لجماعة الإخوان. هذا الأمر يعكس جهود الإمارات من أجل مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقد تم توجيه المنشآت المالية والجهات الرقابية باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التحديات.
في سياق أوسع، تشير الأحداث إلى التعاون المتزايد بين الكويت ومصر في مواجهة الإرهاب، حيث تم تسليم مطلوبين للإرهاب إلى السلطات المصرية، وهو ما يعكس التنسيق الأمني القوي بين الدولتين. اثبتت هذه الجهود أنها ضرورية لمواجهة المخاطر التي تتسبب بها الجماعات المتطرفة، ولا تزال هناك حزمة من الإجراءات الأمنية المتبعة لتعزيز الأمن في المنطقة.