
أداء سوق دبي المالي
أفاد الرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي و«ناسداك دبي»، حامد علي، أن أسواق المال في دبي شهدت تحولات رئيسية خلال السنوات الثلاث الماضية، وكان ذلك مدعومًا باستراتيجية الإمارة التي تهدف إلى تحقيق النمو المستدام، مما أدى إلى ارتفاع القيمة السوقية لسوق دبي المالي إلى تريليون درهم.
نتائج السوق المالية
وفي حديثه لـ«الإمارات اليوم»، أشار إلى أن المؤشر العام لسوق دبي المالي حافظ على تميّزه كأفضل أداءً بين الأسواق الخليجية للعام الثالث على التوالي، حيث حقق نموًا نحو 20% خلال العام الجاري 2025. وكشف عن استقطاب السوق لأكثر من 368 ألف مستثمر جديد على مدار السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك 54 ألف مستثمر جديد خلال العام الحالي وحده، 84% منهم من خارج الدولة، مما يدل على جاذبية السوق المتزايدة على المستوى الإقليمي والعالمي.
كما أكد أن «بورصة ناسداك دبي» قد عززت مكانتها كالأكبر عالمياً لإدراج الصكوك، وأكبر سوق في المنطقة لإدراج أدوات الدخل الثابت، حيث بلغت قيمة إدراجات أدوات الدخل الثابت في كل من سوق دبي المالي و«ناسداك دبي» 532 مليار درهم، مما يعكس ثقة المصدرين والمستثمرين الدوليين. وأوضح علي أن السيولة تعتبر أساسية لتعزيز ديناميكية الأسواق المالية وفاعليتها، مشيرًا إلى أن التحديات العالمية الحالية تتطلب استجابة سريعة وفعّالة.
كما أوضح علي أن التركيز مستمر على جذب اكتتابات جديدة لشركات من مختلف القطاعات، مع الحفاظ على شفافية السوق وتطوير بنية مؤسسية متقدمة، وذلك لتلبية تطلعات المستثمرين على المستويين المحلي والدولي.
وأشار إلى أن أداء السوق خلال النصف الأول من العام الجاري 2025 يجسد هذه الأهداف، حيث زادت نشاطات المستثمرين، وبلغت نسبة المستثمرين الأجانب 84% من إجمالي عدد المستثمرين الجدد، كما ارتفعت مساهمة المستثمرين المؤسسيين لتشكل 71% من حجم التداول. وبلغت التداولات الدولية نسبة 53% للمرة الأولى، وهو ما يدل على بروز دبي كمركز استثماري يجمع بين الشرق والغرب.
وأكد تسجيل نمو في قيمة التداولات اليومية بنسبة 75% في 2025، حيث شكل المستثمرون الأجانب 53% من إجمالي التداولات. كما ارتفعت نسبة ملكيتهم لتصل إلى 20% من القيمة السوقية الإجمالية، و84% من الحسابات الاستثمارية الجديدة. وأوضح علي أن تلك النتائج كانت نتاج خطوات نوعية شملت جذب اكتتابات جديدة وتحديث البنية التحتية، مما زاد السيولة بنسبة 77% مقارنة بالعام الماضي.
وأشار إلى أن هذا الزخم الدولي يعكس الثقة الكبيرة التي تتمتع بها دبي كمركز مالي موثوق ومتطور، ويشمل ذلك العمل على تسهيل إدراج الشركات في السوق وتوسيع الأدوات الاستثمارية. كما أضاف أنه يتم العمل على تعزيز تنوع المنتجات وتحديث آليات التداول، لتحسين تجربة المستثمر من خلال المنصات الرقمية والخدمات الذكية.
وأكد علي أن الحفاظ على زخم السيولة يتطلب نهجًا استباقيًا ومتكاملاً، ويدعو ذلك إلى جذب الاستثمارات المؤسسية وتوسيع قاعدة المستثمرين وتعزيز البيئة التنظيمية لضمان استيعاب السوق للتغيرات وتحويل التحديات إلى فرص للنمو المستدام.
وفي سياق التحول الرقمي، أكد أنه يتم تقديم حلول مبتكرة مثل تطبيق «آيفستر» الذي يتيح مجموعة من الخدمات الاستثمارية، مشددًا على أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز تجربة المستثمر وتحسين كفاءة السوق. وأشار إلى تنفيذ خطط لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات وتوفير منصة رقمية مرنة تلبي احتياجات المستثمرين.
وفيما يتعلق بالاستدامة، أكد علي أن العوامل البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات أصبحت جزءًا أساسياً في اتخاذ قرارات الاستثمار، حيث تم وضع «خطة الاستدامة الاستراتيجية 2025» في صلب جدول الأعمال لترسيخ معايير الاستدامة في السوق. وأعلن عن توجيهات للإفصاح عن ممارسات الاستدامة للجهات المصدرة وتسهيل المزيد من عمليات الإدراج والمنتجات المالية الخضراء، لجذب جيل جديد من المستثمرين。
كما أشار إلى أن السوق يواصل توسيع شبكة الشراكات الدولية، مثل اتفاقية التعاون مع «بورصة شنزن الصينية»، لتعزيز فرص الإدراج المزدوج. وأكد أن «ناسداك دبي» قد رسخت مكانتها كمحور إقليمي للإدراج في الصكوك والسندات الخضراء، مشيرًا إلى أن القيمة الإجمالية لأدوات الدين المرتبطة بالمسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة وصلت إلى نحو 98.8 مليار درهم، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالاستثمار المستدام. وحث على تشجيع الجهات السيادية والمصدرة لإطلاق المزيد من الأدوات المستدامة، متطلعًا إلى قيادة دبي نحو أكبر أسواق مالية وأكثر استدامة وابتكارًا.
98.8 مليار درهم قيمة أدوات الدين المستدامة المدرجة في «ناسداك دبي».