الشارقة: قصص وإنجازات عالمية تتجسد بإبداعات ذوي الإعاقة

الشارقة: قصص وإنجازات عالمية تتجسد بإبداعات ذوي الإعاقة

مناصرة الذات وإrادة التقدم

الشارقة 24:

لم تمنع الإعاقة الذهنية “مريم حسن شهيل القحطاني” من تحقيق إنجازات ملحوظة ودخولها في عالم الرياضة المبدع، حيث حصلت على جوائز متعددة في الفعاليات الرياضية المحلية والدولية، وتمثل المنتخب الوطني في الأولمبياد الخاص.

تعمل “شهيل” كمساعدة معلمة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، حيث تسهم في مرافقة الطلبة إلى الجلسات العلاجية وتدريبهم على المهارات الأساسية، وتحظى بكافة حقوقها كموظفة مساويةً لزملائها غير ذوي الإعاقة. ولها شغف بتصوير، بالإضافة إلى مشاركتها في بطولات ألعاب القوى على المستويين المحلي والدولي.

وجهت “شهيل” شكرها العميق لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، على دعمه غير المحدود للأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك إلى الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس المدينة، التي تبذل جهودًا كبيرة للارتقاء بمستوى حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم.

دعم وتمكين

استطاع العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في إمارة الشارقة تحقيق نجاحات تمثل نماذج ملهمة، معبرةً عن وعي مجتمعي متقدم تجاه هذه الفئة المهمة. ويعد نموذج الشارقة مثالاً يحتذى به في رعاية ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال سياسات ومبادرات شاملة تضمن لهم بيئة دائمة التفاعل والمشاركة الفعالة.

تجسد “شهيل” رمزًا حقيقيًا في الإرادة والعزيمة، حيث تمكنت خلال مرحلة عملها في المدينة من تنمية مهاراتها والمساهمة بشكل فعّال في المجتمع، مدعومةً بأسرتها والكوادر التعليمية الذين ساهموا في نجاحها.

وأوضحت “شهيل” أن المدينة قد وفرت لها بيئة شاملة أدت إلى تعزيز تقدمها الأكاديمي والاجتماعي، مما ساعدها على اكتساب الثقة بالنفس والتواصل مع مختلف أفراد المجتمع، بما في ذلك ذوي الإعاقة.

كما أعربت عن أهمية تنظيم المؤتمر العالمي “نحن الاحتواء” في الشارقة، والذي يسعى لزيادة الوعي حول مشاركة ذوي الإعاقة وأسرهم على مستوى عالمي.

يبرز شعار المؤتمر “نحن الاحتواء” أهمية العمل المجتمعي، حيث يتيح للمناصرين الذاتيين من ذوي الإعاقة فرصة التعبير عن حقوقهم وتجاربهم مباشرة أمام صانعي القرار.

دعم الأسرة وأثره

تتجلى أهمية دعم الأسرة والتعاون المجتمعي في السماح للأشخاص ذوي الإعاقة بتحقيق إنجازات واضحة. ومن بين القصص الملهمة نجد قصة الشاب “حمدان محمد النقبي”، الذي يعتبر دعامة أساسية تعوّل عليها أسرته في شؤون حياتهم اليومية.

تحدثت شقيقته “نادرة النقبي” عن بداية معرفتهم بحالته خلال الروضة، حيث تم تقديم الدعم له في مراكز الرعاية المتخصصة، مما ساعده على تطوير مهاراته الحياتية.

أشادت نادرة بالدور المحوري الذي لعبته المدينة في دعم حمدان وتأهيله ليكون مشرفاً في أنشطة متعددة، مما يدل على تطور قدراته وكفاءته.

كما تناولت نادرة جهود المدينة في تنظيم “المؤتمر العالمي 2025 نحن الاحتواء”، الذي يعتبر منصة هامة لأعضاء المنظمة لتبادل المعرفة وتجارب النجاح في مجال ذوي الإعاقة.

جهود المناصرة الذاتية

عملت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بجد منذ اعتمادها مفهوم المناصرة الذاتية في 2009، حيث استضافت فعاليات وندوات لتعزيز هذا المفهوم عبر إدماجه في الخطط التعليمية الفردية للطلاب.

تسهم وحدة المناصرة الذاتية التي أُطلقت عام 2022 في تعزيز الوعي والمشاركة في هذا المجال من خلال الدورات التدريبية وتنظيم الأنشطة اللازمة، فضلاً عن تطوير شراكات استراتيجية مع المؤسسات المعنية.

تسعى الوحدة إلى تفعيل المناصرة الذاتية وتمكين الأفراد من خلال تقديم الدعم والتدريب المتخصص، بالإضافة إلى ابتكار وتطبيق مبادرات جديدة تساهم في تطوير هذه الجهود.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *