
ممر تجاري جديد يربط مصر بالمملكة العربية السعودية والعراق
دشّنت مصر ممرًا تجاريًا جديدًا متعدد الوسائط يربطها بالمملكة العربية السعودية والعراق، بهدف إعادة تشكيل تدفقات التجارة بين المشرق العربي وشمال أفريقيا. هذا الممر، الذي يجمع بين النقل البحري والبري، يعد بنقلة نوعية في كفاءة الخدمات اللوجستية، مما يسهم في تقليل التكاليف وأوقات الشحن بشكل كبير، وفق ما تم الإشارة إليه في تقارير متخصصة.
مسار اقتصادي مبتكر لتسهيل التجارة
يمتد الممر الجديد عبر مسار استراتيجي يبدأ من القاهرة، حيث يمر عبر شبكة الطرق البرية المصرية وصولًا إلى ميناء سفاجا على البحر الأحمر. وهناك، تُرسل الشحنات عبر البحر إلى ميناء نيوم السعودي، لتكمل رحلتها برًا نحو أربيل في إقليم كردستان العراق. وتجدر الإشارة إلى أن الشحنة التجريبية الأولى قد حققت نجاحًا كبيرًا، حيث قلصت زمن النقل بنحو 50% مقارنة بالمسارات التقليدية. تعكس هذه الميزة التنافسية المتقدمة أهمية هذا الممر في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجه بعض الممرات التجارية الدولية، مما يجعله خيارًا حيويًا وأكثر استقرارًا.
يُعتبر هذا الممر جزءًا رئيسيًا من الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث وتحقيق رؤاها التنموية. في المملكة العربية السعودية، يتماشى هذا المشروع مع أهداف “رؤية 2030” التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي. كما يدعم الممر خطط مصر لتحسين بنيتها التحتية لتصبح بوابة رئيسية للتجارة الإقليمية، بينما يوفر في العراق شريانًا حيويًا يعزز فرص التجارة ويساهم في إعادة بناء الاقتصاد وتنويعه.
تُعزز نتائج المشروع التجريبي الثقة في إمكانية تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة. ومن المتوقع أن يؤدي تقليل التكاليف وزمن الشحن إلى زيادة التبادل التجاري بين مصر والسعودية والعراق، مما يشجع على الاستثمارات المشتركة في مجالات متعددة مثل النقل والخدمات اللوجستية والتصنيع. يمثل هذا الممر نموذجًا ناجحًا لاستغلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي المشترك في منطقة الشرق الأوسط.