تمديد مهمة الدفاع الجوي اليونانية في السعودية
ذكرت تقارير إخبارية يونانية أن القوات المسلحة اليونانية تدرس تمديد مهمة نشر بطارية منظومة الدفاع الجوي “باتريوت PAC-3” في السعودية حتى نوفمبر 2026، استجابة لطلب رسمي من الرياض، وذلك وفق ما أورد موقع Army Recognition. تُشغّل هذه البطارية من قبل وحدة ELDYSA التابعة لسلاح الجو اليوناني منذ سبتمبر 2021 ضمن مهمة الدفاع عن البنية التحتية الحيوية في المملكة، وخاصة منشآت “أرامكو” للطاقة التي تتعرض لهجمات الحوثيين بشكل متكرر.
استمرارية التعاون الدفاعي بين الرياض وأثينا
التمديد المتوقع يعكس تعميق الشراكة الاستراتيجية بين السعودية واليونان، حيث يُعتبر جزءًا من منظومة الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة التي تشمل أيضًا القدرات الأميركية والبريطانية والفرنسية المنتشرة في المنطقة. وقد أثبتت البطارية اليونانية فعاليتها في التصدي للهجمات الحوثية، بما في ذلك الهجمات المركبة التي تعتمد على الطائرات المسيّرة بالتزامن مع إطلاق صواريخ باليستية. ووفقًا لمصادر دفاعية، شاركت البطارية في عمليات اعتراض ناجحة بالتنسيق مع الدفاعات السعودية والأميركية، مستندةً إلى بروتوكولات قيادة وسيطرة تتوافق مع معايير حلف الناتو.
على المستوى الدبلوماسي، تعزز اليونان والسعودية التنسيق بشأن الأزمات الإقليمية، من غزة إلى البحر الأحمر، حيث ساهمت اليونان في إرسال فرقاطة بحرية ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي لضمان حرية الملاحة. وتستخدم القوات اليونانية في هذه المهمة صواريخ PAC-3 CRI، مع إمكانية تزويدها بأحدث صواريخ PAC-3 MSE القادرة على اعتراض الأهداف على ارتفاعات كبيرة وبسرعات عالية. وتتميز هذه المنظومة بقدرتها على التعامل مع أكثر من 100 هدف في الوقت ذاته، بما في ذلك الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والطائرات المسيّرة التي تزايد استخدامها من قبل الحوثيين خلال السنوات الأخيرة.
يرى المحللون أن استمرار الانتشار اليوناني في السعودية يتجاوز البُعد العسكري، ليعكس اصطفافًا سياسيًا واستراتيجيًا بين الرياض وأثينا في مواجهة ما يعتبرانه تهديدًا مشتركًا من إيران وأذرعها المسلحة في المنطقة. وبحسب Army Recognition، فإن الموافقة على التمديد ستجعل من هذه المهمة واحدة من أطول عمليات الانتشار الخارجي في تاريخ القوات المسلحة اليونانية، مما يؤكد تحول اليونان من قوة إقليمية في شرق المتوسط إلى شريك أمني فاعل في منظومة الردع في الشرق الأوسط، خاصةً في ظل التهديدات الحوثية المستمرة ضد السعودية.