توفي رائد الفضاء جيم لوفيل، الذي قاد مهمة أبولو 13 القمرية التي واجهت تحديات كبيرة، عن عمر يناهز 97 عامًا. لعب لوفيل دورًا حاسمًا في تحويل تلك المهمة الفاشلة عام 1970 إلى نجاح باهر، حيث قاد الطاقم للعودة إلى الأرض بسلام بعد انفجار خزان أكسجين. وقد أعلن مدير ناسا، شون دافي، عن وفاته، مشيرًا إلى أن حياة لوفيل وعمله قد ألهمت الملايين على مر العصور.
وفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، قال دافي: “شخصية جيم وشجاعته أثرت في تقدم أمتنا نحو القمر، وحولّت مأساة كانت وشيكة إلى نجاح تعلّمنا منه دروسًا مهمة”. وأضاف: “نحن نحزن على فقدانه ونحتفل بإنجازاته”.
وأشار دافي إلى أن لوفيل ساعد في رسم مستقبل مشرق للفضاء، بدءًا من مهام جيميني الرائدة ووصولًا إلى إنجازات أبولو، مما أعد الأمة للمهمات المقبلة مثل مشروع أرتميس. كان لوفيل رائد فضاء مخضرم شارك في أربع رحلات فضائية: جيميني 7، جيميني 12، أبولو 8، وأبولو 13.
وُلد لوفيل في ولاية أوهايو وتخرج من الأكاديمية البحرية الأمريكية في أنابوليس بولاية ماريلاند ليصبح طيارًا تجريبيًا. وقد عمل كمدرب للطيران ومسؤول سلامة حتى عام 1963 عندما انضم إلى برنامج الفضاء المأهول التابع لناسا.
كان طاقم أبولو 8، الذي ضم لوفيل وفرانك بورمان وويليام أندرس، الأول الذين يغادرون مدار الأرض ويطيرون حول القمر، ورغم أنهم لم يتمكنوا من الهبوط على سطحه، إلا أن مهمتهم وضعت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى في سباق الفضاء.
فيما يتعلق بمهمة أبولو 13، فقد انقطعت بعد انفجار خزان أكسجين في وحدة الخدمة، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالمركبة. لكن لوفيل وطاقمه عملوا بشجاعة مع مركز التحكم لإنقاذ المهمة وتحويل الوحدة القمرية إلى قارب نجاة، حيث اعتمدوا على مواردها للعودة بأمان إلى الأرض، رغم التحديات الكبيرة مثل نقص الأكسجين وانخفاض الطاقة.
تأثر الناس في جميع أنحاء العالم بمسار الأحداث في الفضاء، ونجح رواد الفضاء في العودة إلى الأرض بعد أن داروا حول القمر، وقاموا بالهبوط في المحيط الهادئ بالقرب من ساموا في 17 أبريل 1970.
وصف دافي لوفيل بأنه كان يتمتع بروح مرحة، وقد أطلق عليه زملاؤه لقب “جيم المبتسم” لجاذبيته وسرعة ابتسامته. كما خدم لوفيل بلاده في الجيش، وتعتبر البحرية خريج الأكاديمية وطيار الاختبار فقدًا عظيمًا.
تقاعد لوفيل كرائد فضاء عام 1973، ثم انتقل للعمل في مجال سحب السفن والاتصالات. ولعب الممثل توم هانكس دور لوفيل في فيلم “أبولو 13” الذي أخرجه رون هوارد عام 1995، وحقق الفيلم شهرة واسعة مستوحيًا قصته من كتاب لوفيل “القمر المفقود: رحلة أبولو 13 المحفوفة بالمخاطر” الذي صدر عام 1994.