
تعزيز التعاون المصري السعودي في نيوم
في مشهد يعكس عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة نيوم. وقد تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية البارزة.
اجتماع في مركز استراتيجي للابتكار
تأتي أهمية هذا اللقاء من موقعه في أحد أبرز المشاريع التنموية على مستوى العالم، حيث تمثل نيوم قلب رؤية السعودية 2030 للتحول الاقتصادي والابتكار. تمتد نيوم على مساحة تزيد عن 26 ألف كيلومتر مربع في شمال غرب المملكة، وتطل على البحر الأحمر، في منطقة تبوك. تضم المدينة مجموعة من المشاريع الرائدة، مثل: مدينة “ذا لاين” المعتمدة على الطاقة النظيفة، وأوكساچون أكبر مجمع صناعي عائم في العالم، وتروجينا كوجهة جبلية للسياحة الشتوية، بالإضافة إلى سندالة وجهة السياحة البحرية الفاخرة.
هذا الاختيار لمدينة نيوم لعقد اللقاء يعد تجسيدًا لمكانتها كمركز استراتيجي للاستثمار والتنمية المستدامة، ليس فقط داخل المملكة، بل على مستوى المنطقة بأكملها.
خلال المباحثات، ناقش الزعيمان تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية في مجالات عدة، منها السياسة والاقتصاد والتنمية. كما تم التطرق إلى التعاون في ملفات مهمة تتعلق بالاستثمار، بما في ذلك مشروعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، تم التنسيق بشأن القضايا الإقليمية الراهنة مثل الأوضاع في غزة ولبنان وسوريا واليمن وأمن البحر الأحمر.
لقاء الزعيمين في نيوم ليس مجرد اجتماع ثنائي، بل يعتبر رسالة واضحة تؤكد التكامل المصري السعودي كركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة. كما يعكس دعم مسارات التنمية والتعاون الاقتصادي لمواكبة التحديات العالمية، ويمثل تحول نيوم إلى منصة للتعاون العربي والدولي نحو مستقبل أكثر استدامة وابتكارًا.
وأخيراً، يأتي هذا اللقاء ليجسد عمق التواصل بين مصر والسعودية ويعزز شراكتهما التاريخية، حيث أصبح مشروع نيوم رمزًا عربيًا يمتلك رؤية عالمية تدفع نحو مستقبل يتناسب مع تطلعات المنطقة وشعوبها.