قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية تُمثل حدثًا بارزًا ضمن التحركات الإقليمية السريعة، خاصة في ظل التصعيد غير المسبوق الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، لاسيما الحرب المستمرة في قطاع غزة.
التنسيق بين مصر والسعودية
أشار أبو شامة إلى أن اللقاء الذي جمع بين الرئيس السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعكس عمق التنسيق بين البلدين في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك إدخال المساعدات الإنسانية وتحريك ملف الاعتراف بدولة فلسطين، كما تناولته المناقشات في مؤتمر نيويورك الأخير.
التعاون العربي والدولي
وأضاف أبو شامة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي هشام عبد التواب عبر قناة إكسترا نيوز، أن القاهرة والرياض تقدمان نموذجًا متكاملاً في التحرك السياسي، حيث شهدت الفترة الأخيرة زيارات متبادلة واتصالات مكثفة على أعلى المستويات، مما نتج عنه جهود مؤثرة مثل الزخم الذي أُثير في مؤتمر نيويورك حول حل الدولتين، والذي حصل على دعم مباشر من الرئيس المصري خلال زيارته الأخيرة للمملكة.
وفي سياق حديثه عن أزمة غزة، ذكر أبو شامة أن هذه التحركات تُعتبر امتداداً لخطة عربية تم طرحها في قمة القاهرة الطارئة في مارس الماضي، والتي شملت تصورًاً شاملًا لحل الأزمة في غزة. ومع ذلك، فقد قوبلت تلك المبادرات برفض من قبل الحكومة الإسرائيلية رغم الدعم العربي والدولي الذي حظيت به.
تطرق أبو شامة إلى التصعيد الإسرائيلي بعد زيارة الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة قد استمر منذ 7 أكتوبر 2023، وأن الجرائم اليومية من قتل وتجويع التي يتعرض لها سكان القطاع تُعد جزءًا لا يتجزأ من مشهد مأساوي متواصل.
وأكد على أن إسرائيل تسعى لاستغلال دعم الولايات المتحدة غير المحدود لتنفيذ مشروع تهجير سكان غزة، وهو الهدف الأساسي للطموحات الإسرائيلية. كما أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، بقيادة نتنياهو، تُعتبر من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الدولة العبرية، وتهدف إلى إحياء مخطط الاستيطان في القطاع، على الرغم من تجاربها السابقة التي أثبتت فشلها.