
تُعتبر محافظة المنيا من المناطق الغنية بالتنوع الأثري، حيث تضم آثارًا تعود للعصور الفرعونية والإسلامية، وتنتشر هذه المعالم بين مراكز المحافظة من الشمال إلى الجنوب، مما يجعلها وجهة مفضلة للزوار من أنحاء العالم، في الجنوب تقع تونا الجبل والأشمونين وتل العمارنة وبني حسن، وفي الوسط يوجد الكهف الذي لجأت إليه العائلة المقدسة أثناء رحلتها، ودير السيدة العذراء، أما في الشمال، فتحتضن البهنسا شهداء الفتح الإسلامي في عهد عمرو بن العاص.
من بين هذه المناطق، تبرز الأشمونين الأثرية، التي توجد غرب النيل، على بُعد حوالي 8 كم من ملوى، وكانت تعرف قديمًا باسم خمنو في العصور الفرعونية، ثم شمنو في العصور القبطية، بناءً على اعتقاد كهنة المكان في أن عناصر الكون ثمانية.
تُعد الأشمونين واحدة من أكبر وأقدم الولايات في مصر، منذ العصور الفرعونية وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي إحدى الأقسام الإدارية التي ظلت قائمة من زمن الفراعنة باسم أونو، وكانت العاصمة خمونو، الأشمونين، وفي عهد البطالمة والرومان، عرفت باسم هرمووليت، وقاعدتها هرموبوليس الكبرى الأشمونين، وأما في العهد العربي، فقد عُرفت بأعمال الأشمونين.
أطلق عليها الإغريق اسم هيرموبوليس، لأنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإله جحوتى، إله الإقليم، كما كانت عاصمة إقليم الأرنب وهو الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا.
بالإضافة لذلك، كانت الأشمونين تنقسم إلى قسمين، كما ذكر المؤرخون، فكان هناك أشمون الغربية والشرقية، حيث تعتبر أشمون الغربية تuna الجبل مدينة الموتى، بينما تمثل أشمون الشرقية مدينة الأحياء، ويدعوها الأقباط شمنو، بينما أطلق عليها الإغريق هيرموبوليس، وهي مدينة تحتضن آثارًا من عصور متعددة، خصوصًا في فترات الدولة الوسطى والحديثة.
تحتوي المنطقة حتى اليوم على أكبر تمثالين لقرد البابون الذي يُلقب بإله الحكمة، واللذين يقعان أمام معبد أمنحتب الثالث، بالإضافة إلى معبد جحوتى المعروف بمعبد الصدق، كما توجد أطلال لعدد من المعابد المختلفة منها البازيلكا، وهو سوق يوناني قديم تم بناؤه على أطلال معبد لبطليموس الثالث، وتحولت البازيلكا إلى كنيسة في العهد القبطي، بالإضافة إلى معبد فيليب أرهيذيوس، ومعبد تحوت، ومعبد رمسيس الثاني، ومعبد سيتى الثاني، ومعلم يسمى ملعب البنات، ورغم التأثيرات المناخية على المنطقة، إلا أنها لا تزال تحكي قصة مدينة عظيمة كانت لها مكانة مميزة عبر عصور مختلفة من تاريخ مصر.
أعمدة البازلكا
بقايا أعمدة البازلكا
تمثال الإله جحوتى
جحوتى