نجم يضيء السماء معلنًا بدء العد التنازلي لصيف 2025!

تشير ملامح نهاية الصيف بوضوح، حيث يظهر في الأفق الجنوبي النجم سهيل الذي يتلألأ بلونه الأبيض المائل للصفرة، وقد اعتاد أهل المنطقة على هذا المشهد الجميل عبر الأجيال.

في تقرير صادر عن الجمعية الفلكية بجدة، تبين أن العرب القدماء كانوا يرون في ظهور سهيل بشارة خير، فهو يتزامن مع تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس، حيث يبدأ نهارهم في القصر تدريجياً، وتنخفض درجات الحرارة في ساعات الليل، في حين تشق الشمس طريقها نحو الجنوب بعد أن كانت في منتصف السماء خلال حر الصيف.

يعرف سهيل أيضًا باسم كانوبس على الصعيد العالمي، ويعتبر الثاني من حيث اللمعان في السماء بعد الشعرى اليمانية، إذ يبعد عنا حوالي 313 سنة ضوئية، وينتمي إلى كوكبة القاعدة الجنوبية، ولو كان على نفس بعد الشعرى اليمانية لكان من أكثر النجوم بريقًا في سماء الليل.


على صعيد علمي، لا يؤثر سهيل أو أي نجم آخر (باستثناء الشمس) في تقلبات الطقس، بل إنه مجرد إشارة فلكية تظهر متزامنة مع التغيرات المناخية الطبيعية المرتبطة بحركة الأرض حول الشمس، ليكون بمثابة ساعة كونية تبشر باقتراب الاعتدال الخريفي.


يُلاحظ سهيل فقط في المناطق الواقعة جنوب دائرة عرض 33 درجة شمالاً، ما يشمل جنوب الجزيرة العربية وحتى منتصفها، بالإضافة إلى بعض مناطق شمال إفريقيا، أما المناطق التي تقع شمال هذا الحد مثل شمال الجزيرة العربية ودول الشام فلا تتمكن من رؤية سهيل إذ يبقى النجم تحت الأفق طيلة العام.


ارتبط صعود سهيل في الثقافة الشعبية بالأمثال والأشعار، حتى أصبح رمزًا مميزًا في التقويم الزراعي والموروث الصحراوي، حيث يمثل ظهوره بدء موسم هجرة بعض الطيور وموعدًا لزراعة محاصيل معينة.