رسالة محبة: مريم أبو دقة وتمنياتها لابنها

قام الطفل الفلسطيني غيث، ابن الزميلة مريم أبو دقة، بنشر الرسالة الأخيرة التي كتبتها والدته قبل استشهادها، حيث استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية عمدًا مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة خلال القصف الذي أسفر عن وقوع العديد من الضحايا.


وصية مريم لابنها

في رسالتها، قالت الصحفية مريم أبو دقة: “غيث، أنت قلب وروح أمك، أريد منك أن تدعو لي ولا تبكِ عليّ، لأظل سعيدة، أريد منك أن ترفع رأسي وتصبح متفوقًا، وأن تكون رجل أعمال ناجح، يا حبيبي.”

وأضافت: “بتنمنى ما تنساني، فقد بذلت كل جهدي لأراك سعيدًا ومرتاحًا، وعندما تكبر وتتزوج، أريدك أن تسمي ابنتك على اسمي مريم، يا حبيبي، أنت قلبي وسندي، وابني الذي أفتخر به دائمًا، صدقني، صلاتك ثم صلاتك ثم صلاتك، يا غيث، هي الأهم.”

وفي سياق متصل، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة في مجمع ناصر الطبي، مما أسفر عن استشهاد 16 فلسطينيًا، من بينهم 5 صحفيين وعدد من أفراد الطواقم الطبية وعمال الدفاع المدني، وذلك في استمرار لسلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في ظل صمت عالمي ودعم أمريكي لا متناهي. وأكد مصدر طبي فلسطيني لموقع “تواصل نيوز” استشهاد الصحفي أحمد أبو عزيز متأثرًا بجروحه، بعد استهدافه في مجمع ناصر، مما يرفع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين في هذه المجزرة إلى خمسة. كما يواصل جيش الاحتلال ارتكابه لمذابح بشعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مستهدفًا بشكل خاص الصحفيين والإعلاميين الذين يوثقون ما يجري في القطاع، وذلك ضمن استراتيجية لطمس الحقائق والتعتيم على الجرائم.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، يوم الاثنين، عن استشهاد 16 مواطنًا وإصابة العشرات نتيجة القصف على مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وأوضحت أن من بين الشهداء مصور تلفزيون فلسطين حسام المصري ومصور قناة الجزيرة محمد سلامة، وكذلك الصحفية مريم أبو دقة والمراسل معاذ أبو طه من شبكة NBC الأمريكية، بالإضافة إلى إصابات في صفوف العديد من الصحفيين وفرق الإسعاف والدفاع المدني أثناء محاولتهم إنقاذ الجرحى.
وكانت مريم أبو دقة قد كتبت منشورًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد، تتحدث فيه عن الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين في القطاع، مشيرةً إلى مدى بشاعة الدمار بقولها: “حين ترى التراب يغطي أغلى ما لديك، وقتها ستدرك كم هي تافهة الحياة.” وحصر عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين منذ بداية حرب الإبادة الجماعية حتى الآن بـ 245 شهيدًا.