محمد الشريف القدميري الشيف المغربي المبدع الذي يقود مطبخ نادي النصر السعودي ويصنع أطباق لا تنسى

محمد الشريف القدميري لم يكن يبحث عن الشهرة عندما دلف عالم الطهي لأول مرة، بل كان شغفه بالفن المطبخي موروثًا من والدته التي ألهمته منذ الصغر، حتى تحولت تلك الموهبة إلى مسار مهني مميز يعكس تناغم الأطباق المغربية الأصيلة مع تحديات الطهي العالمي، انطلاقًا من دار العائلة في الدار البيضاء، مرورًا بالمطبخ الملكي السعودي، وانتهاءً بخدمة نجوم نادي النصر.

تعلم الطبخ الحقيقي: من المطبخ المنزلي إلى القصر الملكي

بدأت رحلة محمد مع الطبخ برفقة والدته، حيث كان يراقب بدقة تحضير الأطباق المغربية التقليدية، فتكوّن لديه شغف لا يزول، ومع رغم التحاقه بالمدرسة الفندقية في مراكش، أدرك بسرعة أن الخبرة الحقيقية في فنون الطبخ تُكتسب من الاحتكاك اليومي وليس من القاعات الدراسية، فاختار التطوع والتعلم العملي ليصقل مهاراته.

خطوة جريئة إلى السعودية ثم العودة وتقوية الأسس

في 1998، حطت مواهبه رحاله في المطاعم السعودية؛ حيث تداخلت خبراته المغربية مع أساليب الطهي المشرقية، إلا أن الغربة فرضت عليه تحديًا كبيرًا دفعه للعودة مؤقتًا إلى وطنه؛ لكن التشجيع والدعم من والدته أعادوه إلى السعودية ليبدأ مسيرته المهنية بقوة أكبر، مطورًا مشاريع خاصة وشراكات مع مطاعم عالمية.

شيف القصر الملكي السعودي ورئيس الطهاة المرموق

في 2003، تحول محمد إلى تاريخ الطبخ المرموق بعد تلقيه عرضًا للعمل في القصر الملكي للملك عبد الله، حيث أبدع خمس سنوات في إعداد الأطباق المغربية المميزة للعائلة الملكية والشخصيات البارزة، مما جعله يحظى بشهرة واسعة وعلاقات متينة. لاحقًا، تولى قيادة الطهاة في فنادق ومطاعم كبيرة، إلى جانب تنمية عمله الخاص في تحضير الحلويات وتنظيم الحفلات.

المطبخ المغربي حاضر بقوة في نادي النصر السعودي

بعد جائحة كورونا، دخل محمد مرحلة جديدة مع نادي النصر السعودي، إذ أصبح المسؤول عن تحضير وجبات اللاعبين مع إضافة نكهة مغربية تعكس ثقافة وطنه، كما أصبح الشيف الخاص للنجم ساديو ماني، وامتدت أطباقه إلى طاولات نجوم عالميين كاللاعب كريستيانو رونالدو الذي جمعه به صداقة واحترام عميقين. لقد وثقت لحظة احتفالهما معا في فيديو تداولته وسائل الإعلام.

قصة نجاح وكفاح ملهمة

بجانب نجاحه المهني، لم يغفل محمد مسؤولية أبويته بعد وفاة زوجته، حيث تربى أولاده الثلاثة وهو يستثمر في المغرب ويدير مطاعمه، معتمداً على تعليمه المتواصل ودبلوما من نادي ريال مدريد في تغذية الرياضيين. ويواصل دراسة عروض مهنية مرموقة، منها الفرق الوطنية المغربية والسنغالية، ليتمكن من تقديم الأفضل دائماً.

وحديثًا، افتتح محمد مطعمه الجديد في الرياض تحت اسم “باب المغرب”، ليكون بوابة مشرقة للمطبخ المغربي الأصيل في الخليج، ويُثري تجربة عشاق الطعام بخيارات متنوعة ومذاقات فريدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *