تواصل عملة بتكوين انخفاضها لليوم الخامس على التوالي، وسط موجة بيع واسعة من المستثمرين والمؤسسات المالية، حيث سجلت العملة المشفرة الرائدة انخفاضاً بنسبة 2% لتبلغ نحو 114,128 دولاراً، ويأتي هذا الهبوط الحاد بعد بلوغها ذروتها التاريخية عند 123,200 دولار في 14 يوليو 2025.
تراجع عملة بتكوين
يشير هذا الانخفاض إلى تحول واضح في سلوك المستثمرين، إذ بدأت عمليات جني الأرباح بعد فترة من التفاؤل الكبير عقب توقيع قانون تنظيمي جديد للعملات الرقمية في الولايات المتحدة، إلا أن تأثير هذا القانون بدأ يتلاشى تدريجياً مع تباطؤ التدفقات الاستثمارية إلى السوق.
انخفاض حاد في عملة إيثريوم
لم تكن إيثريوم بمنأى عن موجة التراجع، حيث انخفضت بنسبة 3.13% لتسجل حوالي 3617 دولاراً، ويعكس هذا الانخفاض ضعفاً عاماً في ثقة المستثمرين، خصوصاً بعد أن شهد السوق ارتفاعاً ضخماً تجاوزت فيه القيمة السوقية للعملات الرقمية 4 تريليونات دولار لأول مرة في التاريخ.
ويُعزى هذا الارتفاع المؤقت إلى تدفقات استثمارية غير مسبوقة في صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، حيث جذبت صناديق إيثريوم نحو 5.4 مليارات دولار، فيما استقطبت صناديق بتكوين 6 مليارات دولار خلال يوليو فقط.
لكن تراجع الزخم الاستثماري منذ نهاية يوليو أدى إلى تراجع في القوة الشرائية، مما أثر سلباً على الأسعار.
عودة الحذر المؤسسي وسط إشارات سلبية من السوق
صرّحت لينة تران، محللة الأسواق في منصة XS.com، أن السوق يشهد حالياً عودة الحذر من قبل المستثمرين المؤسسيين. وأضافت أن مؤشرات رئيسية مثل علاوة كوينبيز (Coinbase Premium)، والتي تعكس مستوى الطلب المؤسسي، قد انخفضت إلى المنطقة السالبة لأول مرة منذ شهرين، وهو ما يعكس ضعف شهية الشراء من المؤسسات.
التحول في مؤشرات السوق يشير إلى مرحلة تصحيح سعري محتمل، خاصة إذا استمرت أحجام التداول في الانخفاض.
حجم السوق وإجمالي القيمة السوقية
ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية إلى أكثر من 4 تريليونات دولار في يوليو، لكنها سرعان ما تراجعت مع ضعف التدفقات الاستثمارية الجديدة، يشير هذا إلى أن الارتفاع كان مدفوعاً في المقام الأول بـالزخم المؤقت، وليس بأساسيات سوقية متينة.
وتشير كل المؤشرات إلى أن سوق العملات الرقمية يدخل مرحلة جديدة من النضج والانتقائية، حيث أصبحت التنظيمات القانونية والتحركات المؤسسية هي المحرك الرئيسي، بدلاً من المضاربات الفردية، وبينما يظل المستقبل واعداً، فإن الطريق سيكون مليئاً بالتقلبات التي تتطلب يقظة مستمرة وتحليل دقيق.