تستمر فعاليات تصفيات مسابقة “دولة التلاوة” في محافظة الإسكندرية، بمشاركة أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف أنحاء الجمهورية، لتحديد أفضل الأصوات في تلاوة القرآن الكريم، وسط تغطية إعلامية شاملة.
يتنافس المشاركون لإبراز جمال صوتهم وعذوبته في الإسكندرية، وذلك في إطار حرص وزارة الأوقاف على اكتشاف الكفاءات الصوتية في فنون التلاوة والترتيل، وتعزيز الريادة المصرية في هذا المجال الذي يظل يجذب القلوب والأسماع في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح الدكتور أسامة فخرى، رئيس الإدارة المركزية لشئون القرآن الكريم والمساجد، أن مسابقة دولة التلاوة الكبرى تشكّل أكثر من مجرد مسابقة، إنها احتفالية قرآنية جميلة تُجمع فيها قلوب أهل القرآن من كل مكان، يتنافسون ليس فقط على الجوائز الدنيوية، ولكن من أجل شرف الاختيار ورفعة الدرجات، ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾.
وأضاف: في هذه المسابقة تتجلى الأصوات الجميلة من جميع أنحاء مصر، حيث تتلاشى الحدود بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، والريف والمدن، ليصبح القرآن الكريم هو الرابط والروح واللحن العظيم الذي يملأ القلوب بالسكينة.
وأشار إلى أن هذه المسابقة فريدة من نوعها، إذ يسعى كل متسابق إلى تقديم رسالة صوتية راقية تعكس جمال الأداء وصدق التلقي للقرآن الكريم، وبهذا يتسابقون ليكونوا امتدادًا لمشايخ التلاوة العظام الذين أضاءوا سماء الدنيا بأصواتهم، مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وغيرهم (رحمهم الله جميعًا).
نعيش حاليًا لحظات ينتزج فيها الخشوع بالأصوات، فتتحول التلاوة إلى جسور من نور تربط الأرض بالسماء، ومعها يظهر جيل جديد من قراء مصر يحملون الأمانة، ويمضون على درب الكبار، ويحفظون لمصر مكانتها التاريخية كـ (دولة التلاوة الكبرى).
تأتي هذه المسابقة ضمن جهود دعم القوى الناعمة المصرية، وتعزيز دور مصر الإقليمي والدولي في نشر رسالة القرآن الكريم، عبر فرعين رئيسيين: التجويد والترتيل.
تخضع مراحل المسابقة لمنافسات دقيقة تحت إشراف لجان علمية متخصصة تضم كبار العلماء والقراء، وذلك لاختيار أفضل المواهب على مستوى الجمهورية، وفق معايير معينة تشمل: جودة الأداء، إتقان الأحكام، جمال الصوت، وسلامة التلاوة.
وبالنسبة للجوائز، فهي موزعة على النحو التالي:
مليون جنيه لأفضل موهبة في فرع التجويد.
مليون جنيه لأفضل موهبة في فرع الترتيل.
500 ألف جنيه للمركز الثاني في كل فرع.
250 ألف جنيه للمركز الثالث في كل فرع.
بلا شك، إنها مسابقة تُعيد للقلوب جمالها، وللمآذن مجدها، ولأمة القرآن عزها.
تستمر تصفيات هذه المسابقة لأكثر من شهرين تقريبًا، نظرًا للإقبال الكبير عليها، حيث تقدم حوالي أربعة عشر ألف متسابق من مختلف الجمهورية.
أضاف الدكتور أسامة فخرى، أن من أبرز ما يميز مسابقة دولة التلاوة الكبرى، هو روح السمو والرقي التي تسود بين المتسابقين، فلا مكان للغرور أو الاستعلاء بين المشاركين، مهما ارتفعت مستويات الصوت أو جمال الأداء، بل يظل إشراق نور القرآن الكريم هو السمة المميزة لهم جميعًا.
واختتم قائلاً: “نعم، إنها منافسة الطهر، حيث لا مكان للغرور، وكأن قلوب المتسابقين تتحدث بأن الجائزة الكبرى لا تُقاس بالأرقام أو التقييمات، بل في استقرار آيات الله (جل جلاله) في صدورهم، وحملهم لنوره عبادةً ومسؤولية، ليكونوا مرآة صافية لجلال كلامه سبحانه وتعالى، وموزعين لضيائه في مسارات الحياة، فالشكر موصول لوزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية”.