انخفاض حاد في أسعار النفط عالمياً وسط توقعات بوفرة الإمدادات وتراجع الطلب العالمي

شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً وسط مؤشرات على ضعف في السوق، حيث كشفت تقديرات حديثة لمنظمة “أوبك” أن الإمدادات العالمية من الخام قد تجاوزت الطلب بشكل أسرع مما كان متوقعاً، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن توازن العرض والطلب في الأسواق العالمية.

تراجع أسعار النفط وسط تخمة العرض وتوقعات متشائمة

انخفضت أسعار عقود خام “برنت” بنسبة 3.76% لتصل إلى 62.71 دولاراً للبرميل عند الإغلاق، كما شهد خام “غرب تكساس” الوسيط تراجعاً حاداً بأكثر من 4.18%، مما ألغى مكاسب استمرت لثلاث جلسات متتالية، مما يعكس حالة من الضغوط البيعية القوية في السوق.

تحوّل الفارق الفوري إلى نموذج “كونتانغو” يشير إلى زيادة المعروض

سجّل الفارق الفوري بين أقرب عقدين في النفط الأميركي تحوّلاً مؤقتاً إلى نمط “كونتانغو” الهبوطي، وهي ظاهرة تعني أن أسعار التسليم الفوري أدنى من أسعار العقود الآجلة، لأول مرة منذ فبراير، ما يُعد مؤشرًا واضحاً على توقع تخمة في العرض في المستقبل القريب.

أوبك تعدّل توقعاتها للسوق من عجز إلى فائض

حدّثت منظمة “أوبك” توقعاتها لأسواق النفط خلال الربع الثالث، من حالة عجز إلى فائض، مدعومة بزيادة الإنتاج الأميركي غير المتوقعة إلى جانب ارتفاع إنتاج دول المنظمة، مؤكدة أن العرض العالمي فاق الطلب بحوالي 500 ألف برميل يومياً خلال هذه الفترة، في إشارة قوية على وفرة المعروض وتأثيرها على الأسعار.

ضغوط بيعية تزيد من هبوط أسعار النفط

تواصل صناديق الاستثمار التي تتبع الاتجاه بيع مراكزها النفطية، ما يزيد الضغط على الأسعار ويؤدي إلى عمليات بيع إجباري للمستثمرين، حيث يرى المحللون أن مزيداً من الانخفاض قد يدفع إلى تصفيات إضافية، خاصة إذا انخفض سعر عقود ديسمبر إلى ما دون 58.50 دولاراً للبرميل، مما قد يسرّع التراجع في السوق.

توقعات مستقرة لنمو الطلب مع تحديات في المعروض العالمي

بالرغم من التراجع الحالي في الأسعار، تحافظ منظمة “أوبك” على نظرتها المتفائلة لنمو الطلب على النفط في عامي 2025 و2026، إلا أن المخاوف تتزايد بسبب فائض الإنتاج المتوقع لعام 2024، الذي تؤكد عليه وكالة الطاقة الدولية، في حين تحذّر بنوك كبرى مثل “غولدمان ساكس” من تراكم المخزونات والبنية اللوجستية الضاغطة.

ارتفاع أسعار منتجات الوقود رغم تراجع النفط الخام

في مشهد متناقض، شهدت علاوات أسعار منتجات الوقود المكررة مثل البنزين والديزل ارتفاعاً ملحوظاً، نتيجة لسلسلة من الأعطال في المصافي العالمية، بما في ذلك الهجمات على منشآت روسية، مما يزيد من ضغوط الإمدادات ويؤثر على أسعار المستهلكين النهائية في أسواق الوقود.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *