غارات إسرائيلية عنيفة جنوب غزة تزامن مع غزارة الأمطار يزيد معاناة النازحين ويحذر من كارثة إنسانية
في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تصاعدت الغارات الجوية التي استهدفت مدن خان يونس ورفح، داخل الخط الأصفر، ما زاد من معاناة السكان وسط ظروف إنسانية صعبة جراء الأمطار الغزيرة التي أغرقت آلاف خيام النازحين، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
كارثة إنسانية في غزة بسبب الأمطار والسيول
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح اليوم الأحد ضربات متكررة في جنوب شرقي خان يونس وشمال شرقي رفح، إلى جانب عمليات نسف غربي وشمالي رفح داخل الخط الأصفر، فيما قصفت المروحيات المناطق الشمالية من رفح، واقتصر القصف الجوي على هذه المناطق، بينما أطلقت الدبابات نيرانها على شرقي وشمالي مدينة غزة، دون ورود أنباء عن إصابات.
تعكس هذه الهجمات تصاعد خطير في موجة القصف التي تقع وسط أزمة إنسانية متفاقمة جراء المنخفض الجوي الأخير الذي غمر آلاف الخيام بمياه الأمطار، مما أدى إلى تدمير الأفرشة والأغطية التي بحوزة النازحين، حسبما أفاد مراسل الجزيرة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 13 ألف أسرة فلسطينية قد تأثرت بأضرار الأمطار، فيما فقد آلاف العائلات الحد الأدنى من ممتلكاتها، ولم يتم إدخال سوى 15% فقط من المساعدات المطلوبة، مع عدم التزام الاحتلال بالسماح بدخول المزيد من الخيام ومواد الإيواء الضرورية.
تمثل الحاجة العاجلة لأكثر من 250 ألف خيمة، إضافة إلى 100 ألف بيت متنقل، تحديًا إنسانيًا كبيرًا يوفر مأوىً للنازحين الذين يبلغ عددهم 500 ألف أسرة، موزعين في مخيمات ومراكز إيواء، في ظل استمرار تداعيات العدوان المتواصل والانخفاض الجوي الحاد.
تطورات سياسية واتفاق على تبادل الجثث
سياسيًا، تشهد الأوضاع تطورات مع الضغط الأمريكي المستمر نحو تنفيذ المرحلة التالية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم وجود خلافات جوهرية بين واشنطن وتل أبيب حول تفاصيل تطبيق الاتفاق.
في السياق ذاته، استؤنف البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة، بعد الإفراج عن 20 أسيرًا و27 جثمانًا من أصل 28، في حين أعلنت وزارة الصحة بغزة استلام 15 جثة من إسرائيل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليصل إجمالي الجثث المسلمة منذ 14 أكتوبر إلى 330 جثمانًا، مع التعرف فقط على 97 منهم.
يأتي هذا ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، في وقت لا تزال إسرائيل تحتجز 735 جثة، وفق الحملة الوطنية لاسترداد جثث الشهداء، بينما خلفت العمليات العسكرية أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني و170 ألف جريح، بالإضافة إلى 9500 مفقود تحت أنقاض المنازل أو مجهولي المصير.

تعليقات