الذهب يشتعل تطورات مفاجئة تهز الأسواق العالمية وتحركات الأسعار تنذر بتقلبات غير مسبوقة فإلى أين يتجه المعدن الأصفر.
يا ترى ما الذي يدور في أروقة سوق الذهب اليوم؟ ولماذا صمد المعدن الأصفر ولم يستسلم لتوقعات الانهيار التي كانت تلوح في الأفق بعد عودة الحكومة الأمريكية إلى العمل؟ وما هي التوقعات التي تحملها الأيام القادمة لأسعار الذهب؟ دعونا نغوص في تفاصيل المشهد الحالي ونستكشف العوامل المؤثرة.
ما الذي يحافظ على استقرار الذهب في الأسواق؟
في الساعات الأخيرة، حافظ الذهب على استقراره سواء في الأسواق العالمية أو المحلية، ففي مصر، لم تشهد الأسعار تحركات دراماتيكية كبيرة مع نهاية الإغلاق الحكومي، على الرغم من تأثير الأوقية العالمية، وفي المقابل، سجلت الأونصة ارتفاعًا في الأسواق العالمية مدعومة بعدة عوامل اقتصادية رئيسية.
لماذا لم ينخفض الذهب كما توقع الكثيرون؟
هذا سؤال يطرح نفسه بقوة، فبعد إعادة فتح الحكومة الأمريكية، كانت التوقعات تشير إلى انخفاض سعر الذهب، ولكن ما الذي حدث؟
- تراجع الدولار الأمريكي: فقد الدولار جزءًا من قوته بعد انتهاء الإغلاق الحكومي، مما دعم الذهب كملاذ آمن.
- شكوك المستثمرين: لا يزال المستثمرون غير مقتنعين تمامًا بالاتجاه الإيجابي الذي صاحب فتح الحكومة، فهناك قلق حيال الأثر الاقتصادي السلبي الذي قد يكون سببه الإغلاق المطول.
- البيانات الاقتصادية المتأخرة: البيانات الاقتصادية الأمريكية، مثل أرقام الوظائف، تأثرت بالإغلاق، مما أوجد حالة من الغموض، ويرى بعض المحللين أن المستثمرين ما زالوا يراهنون على خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في الاجتماع القادم، خاصة مع ضعف المؤشرات.
- الطلب الفعلي: هناك طلب حقيقي من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، وتشير التقارير إلى زيادات في احتياطي الذهب وتدفقات داخل الصناديق، مما يرفع الطلب الفعلي.
- استمرار حالة عدم اليقين: على الرغم من انتهاء الإغلاق الحكومي، إلا أن المخاطر لا تزال قائمة، مما يدفع الكثيرين إلى تفضيل الملاذات الآمنة.
ما هي توقعات الفترة القادمة؟
بناءً على المعطيات الحالية وإشارات السوق، ما الذي يمكن أن يحدث في الفترة القادمة؟
- خفض الفائدة: إذا قام الفيدرالي بالفعل بخفض الفائدة في ديسمبر، فسيدعم الذهب بقوة، فالخفض يقلل تكلفة الاحتفاظ بالذهب ويزيد من جاذبيته، وقد يزيد المستثمرون المتوقعون لخفض جديد من مراكزهم، مما يرفع الطلب.
- بيانات اقتصادية قوية: إذا كانت البيانات الأمريكية أقوى من المتوقع، أي إذا تحسنت أرقام الوظائف أو النمو الاقتصادي بشكل كبير، فقد يقلل الفيدرالي من وتيرة الخفض، وهذا سيضغط على الذهب، خاصة إذا استعاد الدولار قوته.
خلاصة القول: سوق الذهب يشهد حالة توازن دقيقة، فعلى الرغم من انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي، والذي كان من المتوقع أن يضغط على الذهب، إلا أن عوامل أخرى مثل تراجع الدولار، المخاطر الاقتصادية، وتوقعات خفض الفائدة تدعم المعدن الأصفر، الذهب في حالة استقرار مؤقت مدعوم، لا صعود قوي ولا هبوط حاد، والاتجاه القادم سيحدده اجتماع الفيدرالي، البيانات الاقتصادية الأمريكية، وتحركات البنوك المركزية والصناديق.
