نقد المسرح الكويتي
وجه الكاتب منصور الضبعان انتقادات قوية للمسرح الكويتي في مقالته في صحيفة الوطن السعودية، حيث أكد أن الرواد في الكويت ومصر قدموا مسرحا نموذجيا وأعمالا خالدة، وكان احترام المتلقي هو الأساس في كل الأعمال، حيث اتسمت النصوص بالثراء والأداء بالاحترافية العالية مع حبكة مثيرة، مما جعل بصمة تلك الأعمال راسخة في الذاكرة وملهمة للأجيال المتعاقبة التي تفتقد للدراما العميقة، لتجد نفسها تغرق في تفاهات لا تبرر الجهود والوقت والمال المنصرفة عليها.
إحياء الذكريات المسرحية
تابع الضبعان مستعرضا تاريخ المسرح الكويتي منذ عرض “عشت وشفت” عام 1964 وحتى “قناص خيطان” عام 2002، مروراً بأعمال مثل “على هامان يا فرعون” و”عزوبي السالمية” و”باي باي لندن”، حيث كانت هذه الأعمال تثقّف وتنير العقول وتثير الضحك، وحقق مستوى من النقد والعلاج في المجتمع.
وأضاف الضبعان أن الرواد غادروا، ليظهر بعدهم من يعتبرون المسرح مجرد وسيلة للربح والشهرة، ما أدى إلى تقديم أعمال تفتقر إلى الفن الحقيقي، سواء من حيث النص أو الحبكة أو الأداء، مما أفقدها احترام المتلقي وجعلها أعمالًا تفشل فور عرضها.
وأكد أن أزمة التفكير النقدي لدى المتلقي تعتبر ثغرة استغلها ما سمّاهم “قروبات الظلام” لإضعاف قيمة المسرح كأداة نقدية ومصدر للوعي والتنوير، مشيرا إلى أن أحد الممثلين قال له إن النص لا يتجاوز أربع ورقات ومدة العرض ثلاث ساعات!
وأشار الضبعان إلى أن المسرح الكويتي مر بفترة “اعتلال”، حيث سيطر عليه مجموعة من الدخلاء الذين يعتقدون أن المسرح يقتصر على الكوميديا والإفيهات، رغم الآمال المعقودة على شفائه، ولكنه انتقل من تقديم الأعمال المرموقة إلى إعادة تقديم مسرحيات قديمة بطريقة غير لائقة، وسط تجاهل الجهات المعنية.
اختتم الضبعان مقاله بالقول إن عبدالحسين عبدالرضا ورفاقه علمونا حب الكويت واللهجة الكويتية والمسرح الجاد، لذا يجب رفض جميع الأعمال المبتذلة. ودعا الجميع المعنيين إلى إنقاذ الوضع وتقديم مسرح ذو قيمة يحترم المتلقي.