
يبدو أن موسم الرياض يستعد للدخول في مرحلة جديدة مليئة بالتنوع والتغيير، ولكن ملامح هذه المرحلة لا تزال غامضة، مما يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الفن في المملكة. فهل تسعى السعودية إلى سعودة الفن بشكل مؤقت من خلال إنتاجات خليجية خالصة؟ أم أن فناني مصر سيتوقفون عن المشاركة في موسم الرياض بعد أن كانوا من أبرز المساهمين في نجاحه خلال الفترات السابقة؟
التوجه الفني الجديد في موسم الرياض
أطلقت الهيئة العامة للترفيه في السعودية في مايو 2016 بموجب قرار من مجلس الوزراء، بهدف تعزيز صناعة الترفيه ضمن رؤية السعودية 2030 التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي عام 2019، أُطلق مهرجان الرياض الذي حقق صدى واسعًا على المستوى العالمي. ومع مرور الوقت، أعلن المستشار تركي آل الشيخ مؤخرًا عن التركيز على الفنانين السعوديين والخليجيين في موسم الرياض، مع إدراج بعض العناصر السورية والعالمية، مما ينبئ بتحولات قد تؤثر على مشاركة فناني مصر. وقد تبعت ذلك ردود أفعال مختلفة من الإعلاميين، حيث اعتبر البعض أن هذا القرار يمثل خطوة نحو سعودة الفن، في حين رأى آخرون أن التجربة قد تحمل دلالات ومعاني مختلفة. وكان من بين المتحدثين البارزين في هذا السياق الإعلامي أنس الفقي الذي أشار إلى أن التركيز على فناني الخليج قد يكون نتيجة ضغوط سلبية بسبب الاعتماد على الفنانين المصريين. واعتبر أن مشاركة المصريين كانت بمثابة احتفاء بالفن المصري.
اتجاهات جديدة في الأعمال الفنية
في تعليقه على هذه التطورات، نفى الإعلامي عمرو أديب الاتهامات الموجهة لموسم الرياض واصفًا إياه بأنه مصدر رزق للفنانين المشاركين. وأكد أن الفنانين المصريين قدموا أعمالًا ضخمة حققت شعبية واسعة داخل وخارج المملكة، مشيرًا إلى أهمية الدعم الغربي للعلاقات الفنية بين الدول. من جانبها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن السعودية لا بد أن تشكل مستقبلها الفني بما يتناسب مع رؤيتها، مشيدة بالإمكانات الموجودة للفنانين هناك. في حين تساءل الناقد مصطفى الكيلاني عن أسباب ردود الفعل الغاضبة بينما كانت هذه الأصوات نفسها هي التي اعتبرت مشاركة المصريين خطرًا.
يبدو أن فتح السوق السعودي يمكن أن يوفر فرصًا جديدة للفنانين المصريين، حيث يمكن أن يؤثر هذا التوجه على تطوير الإنتاج الفني ويعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية. يُعتبر موسم الرياض منصة يمكن أن تتطور لتكون نافذة لإنتاج المجتمعات الخليجية وعرض تراثها الغني للجمهور. ومع ذلك، تظل التساؤلات مفتوحة حول مستقبل التعاون الفني بين مصر والسعودية في ظل هذه التحولات الجديدة.