السعودية تلغي جزءا ضخما من دراسة رمضان لما يزيد على سبعة ملايين طالب قرار تاريخي يشعل الحراك التعليمي ويغير مستقبل التعليم
تشهد الساحة التعليمية بالمملكة تحولاً غير مسبوق بعد أن كشفت الأرقام الرسمية عن حدوث انخفاض كبير في أيام الدراسة خلال شهر رمضان، حيث يُفقد 19 يوماً من أصل 30، وهو ما يؤثر على أكثر من 7 ملايين طالب سعودي، ويضع النظام التعليمي أمام تحدٍ شديد يتطلب إعادة التفكير في طرق التدريس والتقييم.
تأثيرات حذف أيام الدراسة في رمضان على العملية التعليمية
ترجع هذه الخسارة الكبيرة في أيام الدراسة إلى إلغاء الدراسة في يوم التأسيس الموافق 22 فبراير، بالإضافة إلى الإجازة الممتدة لعيد الفطر من 6 إلى 28 مارس، مما يجعل المعلمين والطلاب أمام واقع صعب لإنهاء المناهج خلال 11 يوماً فقط، وهو ما أثار قلق أولياء الأمور مثل أم سارة في الرياض التي أكدت: “كيف يمكن إنجاز المنهج في مثل هذه الفترة القصيرة؟”. أما المعلم أحمد فيصف التحدي بأنه “يحتاج لتكثيف غير مسبوق للجهود وتجهيزات سريعة”.
القرار الحكومي وإعادة تنظيم النظام التعليمي بين الماضي والحاضر
جاء هذا القرار ضمن خطة شاملة أقرتها الحكومة في أغسطس 2025 لإلغاء الفصل الدراسي الثالث والعودة إلى نظام الفصلين، حاملاً في طياته احترام الجانب النفسي والروحي للطلاب، كما أوضح د. عبدالله التعليمي، ولكن الواقع يؤكد أن 63% من أيام رمضان ستخلو من نشاط دراسي مما يقلص فرصة التعلم والتفاعل إلى 37% فقط.
كيف تؤثر هذه التغييرات على الحياة الأسرية والروتين اليومي؟
مع تغير مواعيد الدراسة والإجازات، تجد الأسر السعودية نفسها أمام حاجة لإعادة تنظيم جداولها بالكامل، فبينما يرى الطالب محمد أن الوقت المتاح سيساعده على التركيز في العبادة والراحة، تواجه العائلات تحديات في الحفاظ على الاستمرارية التعليمية وسط هذا التقلب الحاد، كما يضطر المعلمون لمواجهة ضغط كبير يُشبه “انفجار سد الماء”، لتقديم المادة في وقت ضيق جداً.
آفاق جديدة للتعليم السعودي في ظل التحديات الراهنة
سيكون مستقبل 7 ملايين طالب وعائلاتهم معلقاً بمدى نجاح هذه التجربة الجريئة التي تجمع بين تلبية الاحتياجات الروحية وأعباء التعليم، حيث يتطلب الأمر من الجميع، من معلمين وأهل، العمل على إيجاد حلول مبتكرة تضمن التوازن بين جودة التعليم والقيم الدينية، مع تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان هذا التغيير سيعد خطوة تقدمية أم تحدياً ثقيلاً يجب معالجته بحكمة.
