نداء عاجل إلى قادة العالم الإسلامي والعربي: تقييم مؤسف لنتائج مؤتمر نيويورك حول فلسطين

نداء عاجل إلى قادة العالم الإسلامي والعربي: تقييم مؤسف لنتائج مؤتمر نيويورك حول فلسطين

المؤتمر الدولي في نيويورك: خيانة لقضية فلسطين

انعقد في مدينة نيويورك، بمقر الأمم المتحدة، مؤتمر دولي دعت إليه المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، حضره مجموعة من ممثلي الدول العربية والإسلامية والأجنبية. هدف المؤتمر، الذي استمر لمدة ثلاثة أيام في الفترة من 28 إلى 30 يوليو 2025، كان مناقشة قضية حل الدولتين الفلسطينية واليهودية في أرض فلسطين التاريخية. ومع ذلك، فقد أسفر المؤتمر عن بيان يمكن وصفه بأنه ضعيف ويفتقر إلى الفائدة والمعنى.

تزامن انعقاد هذا المؤتمر مع أوج الصراع الذي تشهده الأمة العربية والإسلامية، حيث تمثل المقاومة الفلسطينية المسلحة والجمهورية اليمنية والمقاومة الإسلامية اللبنانية والمقاومة العراقية والإيرانية محورًا يواجه التحديات. هذا المحور، الذي يحارب بشجاعة منذ بداية معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، يظهر صمودًا كبيرًا رغم التضحيات الكبيرة.

لقد عُقد مؤتمر نيويورك بعد ما يقارب 22 شهرًا من القتال العنيف بين محور المقاومة ومحور القوى الاستعمارية، مما يعكس المعركة غير المتكافئة من الناحية العسكرية والاقتصادية. لكن رغم ذلك، تمكنت القيادة المقاومة من توظيف كل الإمكانيات لخدمة قضيتها، رغم الخسائر الكبيرة. وهذا يتماشى مع التاريخ الذي يبيّن أن القوى المقاوِمة عادة ما تواجه تحديات أكبر من المعتدي.

إن الانعقاد غير المشروط لمؤتمر نيويورك في ظل هذه الظروف، الذي يتجاوز الحوار العربي والإسلامي الجاد، يعد خيانة فعلية للقضية الفلسطينية.

البيان الختامي للمؤتمر: صدى للخيبات

يجب أن يتساءل قادة هذا المؤتمر عن كيفية استحقاقهم لطالب محور المقاومة بتسليم أسلحتهم، في حين أن العدو الإسرائيلي يمتلك ترسانة من الأسلحة تهدد الجميع. كيف يمكن لهم المطالبة بإخراج المقاومة الفلسطينية من أرضها، وهي تدافع عن حقوق شعبها منذ أكثر من مئة عام؟

إساءة التقدير والخيانة للأرواح التي ضحت لأجل القضية الفلسطينية تظهر بوضوح في ضوء هذه الأحداث. فالمؤتمر يمثل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني الذي يقاتل ويقدم التضحيات الجسيمة. وإن التذكير بأحداث مؤلمة مثل اتفاقية أوسلو، التي لم تلتزم بها القوى الغربية، يبين أن التاريخ يعيد نفسه، وأن خيانات الحكام لن تنجح في إيقاف جحافل المقاومة.

كما ينبغي على هؤلاء الحكام أن يتذكروا أنه لا يمكن للقوى الغربية أن تحميهم إذا خانوا شعوبهم وأرواح الشهداء. إن التزامهم الإسلامي يعد قسمًا ربانيًا يجب عليهم الالتزام به تجاه القضية الفلسطينية.

في النهاية، لا يتجاوز عمر القضية الفلسطينية 77 عامًا منذ اغتصابها، وقد قدّم خلالها الأحرار من جميع الجنسيات أسمى آيات التضحية والفداء. قوى الخيانة ستظل تُدنّس صفحات التاريخ، بينما سيبقى الأبطال في ذاكرة الأحرار.