
سلوك الحيتان القاتلة في تعليم صغارها
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” عن لقطات نادرة توثق سلوكًا معقدًا للحيتان القاتلة حيث تتظاهر بإغراق بعضها البعض في إطار تدريبات صيد متقنة. يهدف هذا السلوك إلى تعليم صغارها أساليب الافتراس، وقد وصفه علماء الأحياء بأنه “وحشي لكنه ذكي للغاية”.
استراتيجيات الصيد لدى الحيتان الأوركا
تظهر اللقطات، التي صورت قبالة خليج بريمر في غرب أستراليا، ضمن سلسلة وثائقية جديدة بعنوان “الأبوة”، أنثى حوت أوركا تقود تمرينًا تدريبيًا يشمل قيام أحد الحيتان بدور الفريسة. في هذه التدريبات، تحاصر المجموعة “الفريسة” وتدفع بفتحة تنفسها تحت الماء، في محاكاة لخنق الفرائس خلال عمليات الصيد الحقيقية. يتجلى اهتمام الحيتان في تلقين صغارها كيفية قتل الفرائس، وهو سلوك ضروري لبقاء هذه المفترسات.
تظهر لقطات أخرى هجومًا منسقًا تشنه المجموعة نفسها على حوت أزرق، مما يبرز الذكاء الاجتماعي والقدرة على العمل ضمن المجموعة في بيئتهم الطبيعية. إن هذا التمرين لا يقتصر فقط على أهمية الصيد بل يعكس أيضًا الروابط الاجتماعية القوية بين أفراد المجموعة، حيث يتم تمرير المعرفة والخبرات من الأجيال القديمة إلى الجديدة.
استغرق إنتاج السلسلة الوثائقية ثلاث سنوات، وتم التصوير في 23 دولة عبر ست قارات، مع التركيز على استراتيجيات التربية والتعليم بين أنواع مختلفة من الحيوانات. توضح هذه السلسلة كيف أن الحيوانات تتبع طرقاً مدهشة في تعليم صغارها، سواء من خلال التضحية أو التدريب العملي، كما هو الحال مع الحيتان القاتلة. يقوم المخرج جيف ويلسون بتسليط الضوء على هذه الديناميكيات البيئية والاجتماعية، مما يزيد من فهمنا لهذا الكائن البحري المعقد.
في الختام، يقدم هذا المحتوى التعليمي إشارات واضحة إلى أهمية التربية ورعاية الصغار في عالم الحيوان، ويؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه الأنواع التي تعتبر رمزية في محيطها. تعتبر الحيتان القاتلة مثالًا واضحًا على كيفية تعاون الحيوانات وتطوير استراتيجيات حسب بيئاتها.
إتبعنا