
الصراع الإماراتي-السعودي في لحج
شهدت محافظة لحج تجددًا في الصراعات بين الإمارات والسعودية يوم الخميس، مما يثير القلق بشأن احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة في المنطقة. فقد قامت الإمارات بإسناد رئاسة القبائل في الصبيحة إلى شيخ جديد، يُعتبر من أبرز القبائل في اليمن. وقد تم تعيين الشيخ عبدالرحمن جلال، الذي سبق له العمل في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي، في هذا المنصب بهدف تعزيز ولاء القبائل حوله.
التوترات القبلية المتصاعدة
قام الشيخ جلال مؤخراً بفتح أبواب مكتبه لاستقبال وفود من مشايخ قبائل الصبيحة في مقر جديد تم تمويله من قِبل الإمارات. تزامن هذا الإجراء مع التحركات السعودية الهادفة إلى إدخال محمود الصبيحي، وزير الدفاع الأسبق في حكومة الرئيس هادي، إلى الساحة السياسية اليمنية، حيث وصل في الأيام الأخيرة إلى الرياض وسط شائعات حول إمكانية توليه مناصب رفيعة في القيادة السياسية، مثل رئيس أو نائب رئيس الجمهورية.
تعكس هذه التطورات تصاعد الأزمات القبلية في منطقة لحج، التي تقع عند تقاطع خليج عدن والبحر الأحمر. فقد شهدت الأيام الماضية وقوع اشتباكات عنيفة بين فصائل المضاربة والقصيرة، وامتدت هذه النزاعات إلى المناطق المجاورة. ورغم وجود عدة فصائل تتبع كلا من السعودية والإمارات وحزب الإصلاح في المنطقة، لم يُبادر أي طرف بالتدخل لوقف تلك الاشتباكات الدموية التي تفجرت.
تبقى الأهداف الحقيقية وراء هذه التحركات غامضة، إذ قد تُشير للدخول في محاولات تهدف إلى تقويض القوة القبائلية الأبرز في الجنوب، أو تكون جزءًا من صراع أكبر يشمل الأزمات في مناطق التحالف الجنوبي والغربي من اليمن. ستستمر الأوضاع في التوتر، وسط تنامي الصراعات القبلية والمنافسات الإقليمية، مما يزيد من تعقيد صور المشهد السياسي والقبلي في هذه المنطقة الحساسة.