
الشاعر المالي عبدالمنعم حسن محمد وتجربته الشعرية
لم ينتظر الشاعر المالي عبدالمنعم حسن محمد أحداً ليقوده في مسيرته الشعرية، فهو يدرك أن الطريق طويل ومليء بالتحديات. بيد أن قلبه كان مليئاً بالأمل، وقد بدأ أولى خطواته نحو القصيدة بحماس وتأمل. بين أول بيت شعر كتب للناس، ومكانته في تمبكتو، نسجت ذاكرته عالماً مليئاً بالأفكار والجمال، مدعماً بفن الضياء الذي يضيء جدران قلبه. فخلال حوار مثقف ومؤثر، يتحدث عبدالمنعم عن تأثير نشأته في مكة وما تضمنته من ذكريات ومعاني.
تجربته في مكة وما عايشه من ذكريات
يشير عبدالمنعم إلى أن والده هاجر من تمبكتو إلى مكة على قدميه، في رحلة طويلة قبل أن يستقر في مكة، وكان ذلك في عهد الملك سعود. ولد الشاعر في حي جرول، وقد اختزنت ذاكرته العديد من الحكايات عن حارات مكة وأصداء الطفولة. يصف تلك الأوقات بالتفاصيل الحية كما هو الحال في بئر زمزم، حيث كانت الحي مليئاً بالحركة والأحداث، دون انقطاع. تجدد ذكرياته، مثل نداءات الأزقة، تشكل سجلاً غنياً ينعكس في شعره. لقد نمت خلايا روحه من أنفاس أهل مكة، ولعل تلك الروائح والأصوات والفنون تشكل خلفيته الثقافية التي أغنت تجربته الشعرية.
منحته الأسرة حافزاً ملحوظاً، إذ كانت تهتم بالفنون والثقافة. في خضم ذلك، تعلم مبادئ الكتابة والشعر في بيئة تحفز الإبداع وتقدّر الموهبة. لهذا، ابتهج عبدالمنعم بفتح آفاق جديدة من خلال القصيدة، التجربة التي بدأها بدافع الغيرة من زملائه. بدأت موهبته تتشكل وتتبلور، غارسةً في قلبه رغبة قوية للشعر. إذ يعتبر أن الإرث الثقافي والحضاري من باماكو أثر في تشكيل وعيه الشعري، حيث يستمد من تماثيل المدينة ومتاحفها إلهامه.
يعيش عبدالمنعم تجربة تنتقل من شخصيته إلى قصيدته، حيث يؤمن بأن الحرية تتيح له التعبير بحرية عن مشاعره وأفكاره. بالنسبة له، القصيدة ليست مجرد كلمات، بل هي تمثيل لروحه وتفاعله مع العالم. إذ يقول إن الشعر والغناء متلازمان، ويعتبر أن القصيدة قالب يعبر عن الأثر، دون أن تكون موضوعاً للتأثير. وعليه، يحمل حواراته الأدبية والتجارب الشعرية عمقاً إنسانياً كبيراً، مما ساهم في تشكيل هويته كشاعر واستكشاف آفاق جديدة في عالم الأدب.