صحيفة تواصل - أعلن مستشار أميركي كبير، الأربعاء، عن إطلاق برنامج مكافآت رسمي يهدف إلى جمع معلومات تقود إلى تحديد مواقع رفات الرهائن الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة، في خطوة تعكس تصاعد الضغوط الأميركية والإسرائيلية لإغلاق هذا الملف الإنساني الشائك.

وأوضح المسؤول أن البرنامج سيتضمن حوافز مالية ومساعدات إنسانية تُمنح للأفراد أو الجهات التي تقدم معلومات دقيقة وموثقة عن أماكن دفن الرهائن أو مواقع المقابر المؤقتة داخل القطاع. وأضاف أن الجهود ستُدار بالتنسيق مع منظمات دولية، أبرزها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لضمان حماية مصادر المعلومات وحفظ الأدلة وفق المعايير القانونية الدولية.

خلفيات ودوافع

التحرك الأميركي يأتي بعد تعثر مفاوضات تبادل الأسرى وتزايد المطالب من عائلات الضحايا في إسرائيل لاستعادة جثامين ذويهم، في وقتٍ تُواجه فيه حماس صعوبات ميدانية في تحديد أماكن الرفات نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع خلال سنوات من الصراع.
ويرى مراقبون أن واشنطن تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحريك المسار الإنساني في ظل جمود سياسي طويل، ومحاولة استعادة الثقة بين الأطراف تمهيدًا لأي اتفاق تهدئة مستدام.

تحديات ميدانية وسياسية

ورغم الترحيب الإسرائيلي بالمبادرة، حذر مسؤولون أمنيون من أن تطبيق البرنامج سيصطدم بـ"عقبات عملية هائلة"، نظرًا إلى تدمير مناطق واسعة ووجود أنفاق مغلقة ومقابر غير موثقة. في المقابل، حذرت حماس من "تسييس الملف الإنساني"، معتبرة أن أي عملية بحث يجب أن تتم في إطار تفاهمات شاملة لا تمس بسيادة القطاع.

تحليل الخبراء

يرى خبراء القانون الدولي أن برنامج المكافآت الأميركي يحمل أبعادًا مزدوجة؛ فهو من جهة مبادرة إنسانية، لكنه أيضًا أداة ضغط دبلوماسي تستهدف دفع حماس نحو تقديم تنازلات في ملفات أخرى.
ويشير المحللون إلى أن واشنطن تراهن على تحريك الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي معًا لتسهيل الوصول إلى حلول جزئية، لكن نجاح الخطة مرهون بتعاون ميداني نادر الحدوث، وضمانات أمنية قوية للفرق الدولية التي ستعمل في غزة.

ردود الفعل الدولية

رحّبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالمبادرة باعتبارها خطوة إنسانية ضرورية، بينما دعت الأمم المتحدة إلى التعامل مع الملف "بحساسية واحترام للضحايا". من جانبها، طالبت منظمات إغاثة دولية بتوفير ممرات آمنة لفرق البحث، مؤكدة أن أي جهد لاستعادة الرفات يجب أن يتم بمعزل عن الخلافات السياسية والعسكرية.