قمة شرم الشيخ: هل انتهت الحرب أم بدأت مرحلة جديدة؟ حين صمتت المدافع واشتعلت السياسة - تواصل نيوز

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قمة شرم الشيخ: هل انتهت الحرب أم بدأت مرحلة جديدة؟ حين صمتت المدافع واشتعلت السياسة - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 08:27 صباحاً

تواصل نيوز - جو 24 :

 

في الوقت الذي ظنّ فيه العالم أنّ أصوات المدافع في غزة قد خمدت، كانت عواصم القرار تتهيأ لجولةٍ جديدة من الصراع، لا تُدار بالصواريخ هذه المرة، بل بالمؤتمرات والبيانات.

قمة شرم الشيخ، التي يفتتحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليست مجرد اجتماعٍ دبلوماسي بعد حربٍ طويلة، بل اختبارٌ سياسي يعيد رسم موازين القوى في المنطقة، ويضع إسرائيل أمام أكثر مراحلها حساسية منذ قيامها.

شرم الشيخ… الحدث الذي تجاوز الحرب

بحسب صحيفة معاريف العبرية، يبدأ ترامب زيارته غدًا من القدس بخطابٍ في الكنيست، ثم يتوجّه مباشرة إلى شرم الشيخ لافتتاح "مؤتمر السلام الدولي حول غزة”، الذي سيحضره نحو عشرين زعيمًا من أبرزهم ماكرون وستارمر وميلوني وسانشيز، إلى جانب قادة اليابان والهند واليونان وقبرص والبحرين والكويت وكندا.

الهدف المعلن هو تثبيت وقفٍ دائم لإطلاق النار، ووضع آليةٍ دولية لإعادة إعمار غزة بإشرافٍ عربي – أوروبي مشترك، لكن المفاجأة الأهم هي غياب كلٍّ من إسرائيل وحماس عن القاعة، في قرارٍ أميركي – مصري متعمّد لتجنّب الإحراج الدبلوماسي وضمان مشاركة عربية أوسع.

تعتبر واشنطن المؤتمر فرصةً لتحقيق إنجازٍ دبلوماسي سريع يعوّض فشلها العسكري في إدارة الحرب، فيما ترى القاهرة أنه لحظةُ استعادةٍ لدورها الإقليمي كوسيطٍ رئيسي، بعد أن ثبت أن أي اتفاقٍ لا يمكن أن يمرّ دون توقيعها أو حضورها.

حرب بلا نصر… وسلام بلا إسرائيل

الهدنة التي سبقت القمة لم تولد من انتصارٍ أو هزيمة، بل من اعترافٍ متبادلٍ بالفشل.

الولايات المتحدة ضغطت لإنقاذ صورتها كقوةٍ راعيةٍ للسلام، وقطر ثبّتت خطوط التواصل مع المقاومة، ومصر ضمنت موقعها في قلب المعادلة الجديدة.

أما إسرائيل فدخلت المرحلة مضطربةً، بعدما اكتشفت أنّ "النصر العسكري” الذي وعد به نتنياهو لم يعد يُقنع أحدًا، لا في الداخل ولا في الخارج.

ولعلّ أكثر العناوين قسوةً جاء من الصحف العبرية نفسها: "سلام في غزة بلا إسرائيل” — عبارة تختصر مأزق تل أبيب التي تجد نفسها اليوم خارج الحدث الأكبر منذ عقود.

ففي الوقت الذي يجلس فيه ترامب والسيسي لافتتاح المؤتمر، تغيب إسرائيل عن الطاولة، لتتحول من فاعلٍ إلى موضوعٍ للنقاش الدولي.

وهذا التحوّل وحده كافٍ لأن يُسمّى "الهزيمة الجديدة” بعد الحرب.

المشهد الإسرائيلي: من قاعات الحرب إلى ساحات الانقسام

الارتباك الإسرائيلي واضح. معاريف كتبت أن "نتنياهو يدخل المرحلة بلا أوراق ضغط”، وهآرتس تحدّثت عن "تسويةٍ مفروضةٍ من الخارج”، فيما وصفت إسرائيل هيوم القمة بأنها "عرض انتخابي لترامب على حساب إسرائيل”.

في الداخل، يتزايد الغضب الشعبي، ويطالب اليمين المتطرف بلجنة تحقيقٍ في إدارة الحرب، بينما يحذّر الجيش من أن "حماس خرجت من المعركة أكثر تنظيمًا وأقلّ خوفًا.”

نتنياهو، المحاصر بين فشل الميدان وضغوط واشنطن، يجد نفسه عاجزًا عن الفعل: لا يستطيع التوقيع، ولا يستطيع الانسحاب.

من الميدان إلى المؤتمرات: ملامح النظام الجديد

القمة، وفق التسريبات، ستناقش ستة محاور أساسية:

1. وقف إطلاق نارٍ دائم بضماناتٍ أميركية – مصرية – قطرية.

2. ترتيب أمني دولي على حدود غزة بإشرافٍ أممي.

3. صندوق لإعادة الإعمار تديره مؤسسات تنموية عربية ودولية.

4. إدارة مدنية فلسطينية محلية تحت رقابةٍ دولية ودعمٍ خليجي – أوروبي.

5. فتح المعابر والبحر بإشرافٍ مشتركٍ مصري – أوروبي.

6. تعاون أمني جديد بين مصر والأردن والولايات المتحدة في جنوب القطاع.

وفي مفارقةٍ لافتة، كشفت معاريف أن إيران تلقّت دعوةً غير مسبوقةٍ للحضور بصفة مراقب، في محاولةٍ أميركية لفتح قناة تواصلٍ مباشرةٍ حول غزة وتخفيف تدخلها العسكري.

مأزق الشرعية الإسرائيلية

تجد إسرائيل نفسها اليوم أمام مأزقٍ مزدوج:

من جهة، تغيب عن قمةٍ دولية تُقرّر مستقبل غزة، ومن جهةٍ أخرى، تواجه أزمةً داخليةً متصاعدة تهدد بإنهاء عهد نتنياهو سياسيًا.

فالقمة التي تُعقد دونها تُشكّل سابقةً في التاريخ الدبلوماسي الحديث، إذ لم يُتّخذ قرارٌ إقليمي بهذا الحجم دون مشاركة إسرائيل منذ اتفاقات أوسلو.

النتيجة أن تل أبيب لم تعد تتحكم بجدول المفاوضات، بل أصبحت تنتظر ما يُقرّره الآخرون حولها.

الهدنة الهشّة: جسر فوق بركان

الهدوء الراهن لا يعني انتهاء الحرب.

فكلّ الملفات الكبرى — الأسرى، الممرات الإنسانية، الوجود العسكري الإسرائيلي على أطراف القطاع — ما تزال مفتوحةً على احتمالات التصعيد.

وحتى لو صدر عن القمة بيانٌ يعلن "السلام الشامل”، فإن أي خرقٍ ميداني أو عمليةٍ محدودة يمكن أن تعيد المشهد إلى نقطة الصفر.

إنه سلامٌ قسري تُفرض شروطه على إسرائيل هذه المرة، في معادلةٍ جديدةٍ عنوانها: الردع انتهى، والعزلة بدأت.

حرب ما بعد الحرب

حين تفشل إسرائيل في فرض شروطها بالسلاح، تحاول استعادتها بالسياسة، لكن دون الغطاء القديم ولا الثقة القديمة.

الولايات المتحدة تسعى لإدارة المشهد لا لحماية إسرائيل، وأوروبا تتحدث عن مراقبةٍ دولية لإعادة الإعمار، بينما تحاول عواصم مثل طهران وأنقرة والدوحة توسيع نفوذها في فراغ ما بعد الحرب.

المعادلة الجديدة واضحة:

> من كان يقصف بالأمس، يُستدعى اليوم للمساءلة.

ومن كان يفاوض سرًّا، يجلس اليوم على الطاولة علنًا.

البيان الختامي المنتظر

مصادر دبلوماسية أكدت أن البيان الختامي سيركّز على "وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، وضمان الممرات الإنسانية، ووضع آليةٍ دولية لإعادة إعمار غزة”، مع التزامٍ بإطلاق مسارٍ سياسيٍ جديد تحت رعايةٍ مشتركة بين واشنطن والقاهرة والدوحة.

لكن خلف الصياغة المتوازنة تكمن دلالاتٌ عميقة: اعترافٌ بأن الحرب انتهت، لكن بشروطٍ لا ترضى عنها إسرائيل.

ما بعد شرم الشيخ: بداية الأزمة الإسرائيلية

حتى لو وُقّع السلام، فالأزمة في تل أبيب بدأت بالفعل.

اليمين المتطرف سيصف القمة بالخيانة، والمعارضة ستراها فشلًا، والجيش سيطالب بإعادة تعريف العقيدة الأمنية برمّتها.

ستتحول الحرب من مواجهةٍ مع غزة إلى مواجهةٍ داخل إسرائيل نفسها — حرب رواياتٍ ومحاسبةٍ ومستقبلٍ سياسيٍ غامض.

لم تنتهِ الحرب بعد، لأنها ببساطة خرجت من الميدان إلى المؤتمرات.

قمة شرم الشيخ ليست تتويجًا للسلام بل مرآةٌ للهزيمة السياسية التي تحاول إسرائيل إنكارها.

فمن كان يملك زمام القرار أصبح اليوم موضوعًا للنقاش الدولي، ومن أراد أن يفرض شروطه على غزة وجد نفسه مضطرًا للجلوس خارج الطاولة منتظرًا أن تُفرض عليه الشروط ذاتها.

الحرب انتهت عسكريًا، نعم.

لكنّ الأزمة الإسرائيلية بدأت — وربما تكون هذه المرة حربًا بلا دخان، لكنها أشد وجعًا من كل ما سبق.

زياد فرحان المجالي

صفحة الكاتب على فيسبوك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : قمة شرم الشيخ: هل انتهت الحرب أم بدأت مرحلة جديدة؟ حين صمتت المدافع واشتعلت السياسة - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 08:27 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق