تواصل نيوز - في مشهد يعج بالتحولات الجيوسياسية ويغلي بتوترات تتخطى حدود الخرائط، عادت أسعار النفط لتعتلي العناوين مجددًا، وتفرض نفسها كأحد أبرز مؤشرات توتر العالم الاقتصادي. 

ارتفاع أسعار النفط العالمي 

لم يكن صباح اليوم عاديًا في أسواق الطاقة، بل حمل معه دفعة من الترقب والقلق، بعد أن ارتفعت أسعار الخام لتلامس مستويات مثيرة للانتباه، مدفوعة برياح سياسية تهب من الشرق الأوروبي، واستراتيجيات إنتاجية تقودها دول أوبك+ بحذر محسوب.

خام برنت يصل إلى 65.14 دولارًا للبرميل

شهدت أسواق الطاقة العالمية تحركًا لافتًا مع صعود أسعار النفط، حيث سجل خام برنت 65.14 دولارًا للبرميل، مدفوعًا بمجموعة من العوامل المعقدة التي تتداخل فيها السياسة بالإنتاج، ويأتي هذا الارتفاع في أعقاب تجدد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، ما أعاد رسم خريطة المخاوف بشأن إمدادات الطاقة، خصوصًا في ظل الاعتماد الأوروبي الكبير على مصادر الشرق.

الأسواق ما زالت تتفاعل مع الأخبار والتحليلات المتداولة

وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية أوضحت في تقريرها اليومي أن هذه الزيادة ترتبط بردود الأفعال الدولية تجاه الأزمة الجيوسياسية المتصاعدة، مشيرة إلى أن الأسواق ما زالت تتفاعل مع الأخبار والتحليلات المتداولة حول احتمالات تصعيد أكبر في المنطقة.

في المقابل، أعلنت منظمة أوبك+ نيتها زيادة الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة، في محاولة لامتصاص موجة الارتفاعات، وخلق حالة من التوازن بين العرض والطلب،رغم هذه الخطوة، بقي تأثيرها محدودًا حتى الآن، مما يعكس حجم الضغط الذي يفرضه الوضع الدولي الراهن على الأسعار.

وتشير المؤشرات إلى أن خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بلغ 63.05 دولارًا للبرميل، في حين سجل خام أوبك نحو 65.10 دولارًا، وتُعزى هذه الأسعار إلى مزيج من التوترات السياسية وارتفاع مخزونات الوقود، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث أظهرت البيانات زيادة في كميات البنزين والمقطرات المتاحة، ما يُعد عاملًا مساهمًا في ضبط وتيرة الصعود.

وتُعتبر قرارات أوبك+ ركيزة أساسية في أي محاولة لتطويق تقلبات الأسواق، إذ تحاول المنظمة تحييد الارتفاعات المفاجئة التي قد تعصف باستقرار الدول المستوردة للبترول، خاصة تلك التي تعتمد بشكل رئيسي على واردات الطاقة لتغذية اقتصادها.

ولا يخفى أن التوتر الروسي الأوكراني قد يكون مجرد بداية لسلسلة تحولات قادمة، مع دخول عدة أطراف دولية على خط الأزمة، ما يُبقي أسعار النفط عُرضة لتذبذبات مستمرة، طالما أن الحلول السياسية لم تتبلور بشكل نهائي.

وفي ظل هذه الخلفية، يتوقع المحللون أن تظل الأسعار متقلبة خلال الأيام المقبلة، في ظل الترقب لأي تطورات مفاجئة قد تعيد خلط الأوراق في أسواق الطاقة العالمية.