عاجل

بركان جيل زد ممكن ان يحدث تغييرا - صحيفة تواصل

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بركان جيل زد ممكن ان يحدث تغييرا - صحيفة تواصل, اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 12:48 مساءً

صحيفة تواصل - قبل ثلاثة أعوام كتبت محذرًا من أن الوطن العربي يقف على أعتاب تحدٍ شبابي غير مسبوق، وان بقاء الحال على ما هو عليه سيقود إلى انفجار اجتماعي وسياسي لا يمكن احتواؤه. فبحلول عام 2030، سيبلغ عدد سكان الوطن العربي نحو خمسمائة وخمسين مليون نسمة، يشكّل الشباب منهم ما يتجاوز 70% من إجمالي السكان.

هذه الكتلة البشرية الهائلة التي تضم أجيال الألفية و”زد” و”ألفا” تمثل طاقة بشرية هائلة قادرة على إعادة تشكيل وجه المنطقة العربية بأكملها، إن احسن توجيهها. لكنها في المقابل، قد تتحول إلى بركان متفجر إن استمرت السياسات الراهنة على نهجها التقليدي.

إن هذه القوة الشابة تحتاج إلى تعليم نوعي، ورعاية صحية، وفرص عمل حقيقية، وبيئة استثمارية قادرة على استيعابها، ومشاركة فعلية في صنع القرار. ومع الأسف، ما نشهده اليوم من تراجع في مستويات الأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وانحدار في مؤشرات الحريات العامة، يبعث على القلق العميق بشأن المستقبل القريب.

لقد حان الوقت لأن تعيد الأنظمة السياسية العربية التفكير في أدواتها ومناهجها، وأن تتحرر من نمط الحكم السائد منذ قرن من الزمان ، قرن شهد ثورات، وانتقالات من الملكيات إلى الجمهوريات، دون أن تتغير البنى العميقة للعلاقة بين السلطة والمجتمع.

فالأجيال اليوم تختلف جذرياً عما كان عليه الحال في الماضي؛ فالعالم يعيش تسارعًا هائلًا في التكنولوجيا والتقنية والاتصال والمعلومات والوعي الجمعي لم يعد يصاغ في حدود الدولة، بل في فضاء رقمي مفتوح لا يعترف بالجغرافيا والحدود.

إن ما نشهده اليوم من حراك شبابي في بعض الدول ، تقوده فئات من جيل "زد”، لم يات من فراغ، بل من إحساس عميق بالتهميش والعجز عن تحقيق أبسط متطلبات الحياة، في ظل تفاقم الفقر والبطالة وانغلاق آفاق المشاركة السياسية الحقيقية.

ولذلك أقولها بصراحة: احذروا جيل "زد”، ولا تستهينوا بوعيه ولا بإمكاناته. فهذا الجيل، الذي كانت طفولته خلال ما عرف بـ”الربيع العربي”، قد بلغ اليوم مرحلة النضج والانخراط في المجتمع. إنه جيل مختلف، تشكّل وعيه في فضاءٍ مفتوح، على وقع الإنترنت وتدفق المعلومات وسهولة الوصول إلى اليها وللمعرفة، وتوسع أفقه عبر انفتاح غير مسبوق على ثقافات العالم.

إن إصرار بعض الأنظمة على تجاهل أسس التنمية الحقيقية، وتهميش المشاركة الشعبية، والتمسك بذات النخب المستنزفة للمواقع والمناصب، سيضعها عاجلاً أم آجلاً أمام مواجهة مباشرة مع جيل لم يعد يقبل الصمت ولا الانتظار.

جيل يمتلك أدوات تواصل عابرة للحدود، وقادر على خلق رأي عام ضاغط وحراك اجتماعي وسياسي متنام، من طنجة إلى مسقط.

أما جيل "ألفا”، الذي ولد بعد عام 2010، فما زال في طور التشكل، لكنه يعيش في عالم رقمي خالص، وسط الذكاء الاصطناعي والروبوتات والواقع الافتراضي. إنه جيل بعقلية رقمية متقدمة، ونظرة كونية، ووعي يتجاوز حدود الجغرافيا. وسيكون أكثر انفتاحاً وطموحًا مما تستطيع الأنظمة التقليدية استيعابه.

واذا التقت قوة جيل "زد” الناضج مع طموح جيل "ألفا” الصاعد، فإن الموجة المقبلة من التغيير لن تكون سهلة المراس، ولن تشبه سابقاتها في الحجم ولا في التأثير.

إن تجاهل تطلعات الأجيال الجديدة، وإصرار الأنظمة السياسية على الإبقاء على معادلة مختلة تقصي الشباب عن مواقع القرار، في ظل تردي التعليم والصحة والاقتصاد والحريات العامة، والتبعية للخارج سيقود إلى صدام محتوم.

فالإصلاح لم يعد خيارًا سياسيًا يمكن تأجيله، بل ضرورة وجودية تمليها التحولات العميقة في وعي الشعوب وفي بنية الأجيال القادمة.


قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : بركان جيل زد ممكن ان يحدث تغييرا - صحيفة تواصل, اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 12:48 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق