نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نحو أحزاب وطنية لا شخصانية : "أهمية الإندماج الحزبي وأثره على الحياة السياسية " . - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 01:56 مساءً
تواصل نيوز - في الوقت الذي تتسارع فيه التحديات الوطنية وتتعاظم المسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة ومؤسساتها ، تبرز الحاجة إلى بيئة حزبية ناضجة وفاعلة ، تكون ركيزةً أساسية في تعزيز الحياة السياسية وترسيخ الديمقراطية . غير أن المشهد الحزبي الحالي ، في كثير من جوانبه ، يعاني من التشرذم والعشوائية ، وهو ما يحتم علينا التوقف عنده بجدية ، والدعوة الصادقة إلى إندماج الأحزاب ذات التوجهات والبرامج المتقاربة ، تمهيدًا لبناء أحزاب وطنية ذات هوية جامعة وقدرة على الفعل والتأثير .
إن العمل الحزبي في جوهره هو إلتزام أخلاقي ووطني ، يقوم على بناء الأفكار وصياغة البرامج التي تعبّر عن تطلعات الشعب وتخدم مصالحه العليا .
وهو مسؤولية جماعية لا مجال فيها لتغليب المصالح الفردية أو الشخصانية ، فالهدف الأسمى للأحزاب هو خدمة الوطن ، والمساهمة في مسيرته الإصلاحية والتنموية .
إلا أننا نرى في الواقع بعض المنتسبين للأحزاب يتنقلون من حزب إلى آخر بحثًا عن فرص أو مناصب أو مواقع في القوائم الإنتخابية ، غير ملتزمين بثقافة حزبية حقيقية ، بل مدفوعين بحسابات شخصية ضيقة . بل إن بعض الأشخاص لا يترددون في تأسيس أحزاب جديدة ، ليس انطلاقًا من حاجة وطنية أو فراغ سياسي ، بل لمجرد تنصيب أنفسهم أمناء عامين ، وإضفاء صبغة شكلية على تحركاتهم .
الإندماج الحزبي : ضرورة إصلاحية ومصلحة وطنية .
أمام هذا الواقع ، يبرز الإندماج الحزبي كخطوة إصلاحية جوهرية يجب أن تحظى بالأولوية . فالإندماج بين الأحزاب المتقاربة فكريًا وبرنامجيًا يسهم في :
1. تقليص التعددية العشوائية : إذ أن وجود عشرات الأحزاب الصغيرة والمتشابهة في الطرح يؤدي إلى تمييع العمل السياسي وإضعاف الثقة الشعبية بالأحزاب ككل .
2. تعزيز الفاعلية والتأثير : فالحزب المندمج الأكبر سيكون أقدر على إيصال صوته وصياغة رؤيته والتأثير في القرار الوطني .
3. ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة : بعيدًا عن الشخصنة والمصالح الضيقة ، يُعيد الاندماج توجيه البوصلة نحو الأهداف الوطنية الكبرى .
4. بناء كوادر حزبية مؤهلة : إذ يتيح إندماج الأحزاب تراكُم الخبرات وتبادل الرؤى ، وبناء كوادر قادرة على القيادة والإقناع .
5. يساعد الأحزاب المتعثرة ماليا على تجاوز كثير من التحديات والعقبات.
نداء للأمناء العامين : تحلّوا بالمسؤولية الوطنية .
إذا كان الهدف من تأسيس الأحزاب هو خدمة الوطن ، فإن على الأمناء العامين أن يكونوا أول المبادرين للدعوة إلى الحوار والتنسيق من أجل الاندماج ، لا إلى التنافس على زعامة حزبية شكلية تُفرغ العمل الحزبي من مضمونه . فالعبرة ليست بعدد الأحزاب ، بل بجودة أدائها وصدقيتها أمام المواطنين .
إن العمل الحزبي ليس ترفًا تنظيميًا ، ولا منصة للوجاهة ، بل هو خيار إصلاحي ومؤسسي لا بد أن يُبنى على الرؤية والبرنامج والكوادر . وهذا لا يمكن أن يتحقق في بيئة متشظية تتنازعها الأنانية ، بل في إطار وحدوي جامع ، يُفضي إلى بناء أحزاب وطنية حقيقية ، قوية ، ومتماسكة .
إننا اليوم أحوج ما نكون إلى مراجعة عميقة وجادة لمفهوم العمل الحزبي ، وإلى إرساء ثقافة حزبية جديدة تُقدّم المصلحة الوطنية على المصلحة الفردية ، وتضع نصب أعينها بناء أحزاب وطنية راسخة ، تخرج من عباءة الفرد إلى فضاء الوطن ، ومن التنافس على المواقع إلى التنافس على البرامج والإنجاز .
وكحزبي فإني أدعو جميع الأحزاب ، دون إستثناء ، إلى قراءة المشهد بوعي ، وإدراك أن الإستمرار في التشظي لا يخدم أحدًا ، بل يضعف العمل السياسي برمّته . فلتكن المرحلة القادمة مرحلة إندماج وتكامل ، لا إنقسام وتنافر ، وليكن الهدف بناء أحزاب وطنية لا شخصانية .
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : نحو أحزاب وطنية لا شخصانية : "أهمية الإندماج الحزبي وأثره على الحياة السياسية " . - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 01:56 مساءً
0 تعليق