عاجل

"أبيضاني وحلو وشعره كيرلي"... الطبيب الذي أبكى العالم حراً يتحدث إلى "النهار" - صحيفة تواصل

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"أبيضاني وحلو وشعره كيرلي"... الطبيب الذي أبكى العالم حراً يتحدث إلى "النهار" - صحيفة تواصل, اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 05:15 مساءً

صحيفة تواصل - خانيونس- "النهار"
"أبيضاني وحلو وشعره كيرلي"، كلمات تحولت الى ترنيمة هزت المشاعر بعدما أطلقها الطبيب محمد أبو موسى وهو يبحث قبل سنتين عن إبنه يوسف بين الجثث في مستشفى ناصر في خانيونس. عندها أبكى أبو موسى العالم  واختصر معاناة أباء وأمهات يفقدن فلذات أكبادهم في مجازر لا تتوقف يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة.
 في ذلك اليوم، بعد أسبوع تقريباً من بدء الحرب في غزة، وصلت عشرات الجثث إلى مستشفى ناصر حيث كان الطبيب أبوموسى يجري جراحة، فخرج مذعوراً وراح يبحث بين الجثث، قبل أن تقع عيناه على إبنه فاحتضنه بقوة وهو يبكي.   
بعد ذلك بشهرين، اعتقله الجيش الإسرائيلي بعد محاصرة المستشفى في خانيونس، ليمضي عشرين شهراً في السجون الاسرائيلية قبل أن يخرج قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد يوسف، ويكتشف ان الحرب أخذت أيضاً والدته وشقيقته وأطفالها، ودفعت زوجته الى العزلة.

 

 

طوال الأشهر العشرين، لم تتلق أسرة الطبيب أبوموسى أي أخبار عنه ولا عن وضعه الصحي والجسدي والنفسي، ولف الغموض مصيره حتى خروجه الاثنين الماضي.
يتذكر أبو موسى يوم اعتقاله من مستشفى ناصر مع الطاقم الطبي. ويقول لـ"النهار" في منزله في خانيونس: "كنت مع أفراد الطاقم الطبي، خفت أن يحدث لهم شيء فرافقتهم". ومذاك، نقل بين ثلاثة مراكز قال إنها تفتقر كلها الى أدنى مقومات الحياة: "كانت أشبه بمراكز تعذيب... ظروف سيئة جداً. كنا مكبلين طول الوقت، أو مضطرين للوقوف في وضعيات متعبة، أو الركوع. وكل من كان يحاول تغيير وضعية الجلوس كان يعاقب. أما وجبات الطعام فكانت صغيرة جداً. وأكثر ما كنت اشتاق إليه غير العائلة والاحباء كان الملح". ويقول إن "سجناء كثراً كانوا يجمعون الوجبات الثلاث ويأكلونها مساء حتى يشعروا بالشبع".  
وحتى اللحظة الأخيرة، لم يصدق أن محنته انتهت وأنه صار حراً. ويقول: "هناك سجناء صعدوا الى الباصات ثم أنزلوا مجدداً. قلت لرفاقي لن أصدق أنني صرت حراً قبل أن أصل إلى مستشفى ناصر". ويستعيد اللحظات الأولى للوصول إلى خانيونس، قائلاً: "لم نتعرف إلى الأماكن. معالم كثيرة اختفت".
وعلى رغم أنه فقد بعضاً من أفراد أسرته، إضافة الى اإبنه يوسف، يعزي نفسه قائلاً: "بعض الأسرى الذين أطلقوا لم يجدوا أحداً في استقبالهم. عائلاتهم أبيدت". 
ولعل الذكرى الأقسى له بعد عودته الى منزله، كانت ذكريات إبنه يوسف ووداعه. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق