المعرض الذي غاب.. والطموح الذي لم يهبط - تواصل نيوز

ميديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المعرض الذي غاب.. والطموح الذي لم يهبط - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 12:12 صباحاً

تواصل نيوز - تُعتبر معارض الطيران اختصاراً لتاريخ طويل من الشغف الإنساني والطموح البشري الذي جاوز حدود الأرض إلى السماء، فهذه الملتقيات تحوّلت مع الوقت لمرايا تعكس تطوّر الصناعة ونضج الأفكار، حتى أضحت تفتح ستائر الغد على صدى الأمس المليء بالتجارب.

بعد أيام، وتحديداً في 16 يونيو، ينطلق في مطار لوبورجيه الفرنسي معرض باريس الدولي للطيران؛ الذي يُعد أقدم معارض الطيران في العالم، حيث أُطلقت نسخته الأولى عام 1909م؛ أي قبل 116 سنة. ويُقام هذا المعرض، إلى جانب معرض دبي ومعرض ماكس الروسي، في كل عام فردي، بينما تُقام معارض فارنبورو وبرلين وسنغافورة في السنوات الزوجية.

معارض الطيران ليست مجرد أجنحة مشاركة وعروض حية، بل مناسبات «فرض وجود» تُقام خلالها فعاليات مختلفة، وتُوقّع على طاولاتها عقود مليارية، حيث تتنافس الشركات على إظهار آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الفضاء والمحركات وهندسة الطيران، والحلول التقنية للمطارات. كما تُعقد فيها اللقاءات الدبلوماسية، وتُبرم الصفقات التجارية، وتُسوّق المنتجات والخبرات على مستوى عالمي.

في المملكة، كانت هناك تجربة جميلة لكنها للأسف لم تكتمل، حيث أُقيم المعرض السعودي الدولي للطيران عام 2019م في مطار الثمامة، وكان لي شرف رئاسة اللجنة الإعلامية في المعرض؛ الذي حاز على أصداء واسعة وحظي بإقبال كبير، أعلن دخول السعودية إلى سوق معارض الطيران الكبرى من أوسع الأبواب. غير أن الطموحات اصطدمت بعاصفة غير متوقعة، حينما تلقّى العالم بأسره ضربة موجعة إثر جائحة كورونا، التي قسَت على صناعة الطيران وأدّت إلى انهيار شركات عريقة، فكان المعرض من بين ضحاياها، لتبقى نسخته الأولى هي الوحيدة حتى اليوم.

أيضاً، من بين العوامل التي أضعفت عودة المعرض السعودي الدولي للطيران، كان انطلاق «معرض الدفاع العالمي»؛ الذي يُقام كل عامين شمال الرياض، حيثُ بات أحد أبرز معارض الدفاع العالمية، وأصبح منصة لعروض جوية متميزة وحضور عالمي فريد.

على الصعيد الدولي، ما زالت معارض الطيران الكبرى تواجه تحديات مختلفة، لعل آخرها معرض ماكس الجوي الروسي، الذي يُعد خامس أكبر معارض الطيران في العالم، حيث تأجّل عدة مرات منذ عام 2021م، وكان الموعد الأخير هذا الشهر قبل أن يُعلن عن تأجيله إلى العام المقبل 2026م.

اليوم، لم تعد معارض الطيران مناسبات عروض أو محاضرات، بل باتت «أدوات استراتيجية» تهدف لبناء علاقات اقتصادية، وإعلان صفقات مؤثرة، ورسم اتجاهات الصناعة خلال العقود القادمة. ووراء تلك العروض واللقاءات، تُنسج العلاقات، وتُفتح الأسواق، وتُبنى الثقة بين أوطان وشركات، حيث تُعاد حياكة السجّاد الذي ستسير عليه صناعة الطيران في الغد.

السؤال: هل يعود المعرض السعودي الدولي للطيران لتأخذ المملكة مكانتها المستحقة في تنظيم معارض الطيران الدولية، أم أن القطار قد فاتنا؟

إن الطموحات الكبيرة لا تموت، بل تنتظر التوقيت المناسب لتُحلّق من جديد، ربما تعثّر المعرض السعودي الدولي للطيران في بدايته، لكنه لم يسقط من الذاكرة، بل ظل معلقاً في الأفق، كطائرة تنتظر الإذن بالهبوط.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : المعرض الذي غاب.. والطموح الذي لم يهبط - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 12:12 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق