نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اخبار حصرية - الحروب على ضفاف الخليج ! - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 12:08 صباحاً
هذه الأحداث تثير التساؤل حول ما إذا كانت ثروات الخليج فقط هي التي تسبّبت في كل هذه الحروب.. بالطبع لا، فالبرتغاليون والبريطانيون والعثمانيون غزوا الخليج قبل ظهور النفط في مرابع دول الخليج بأربعمئة سنة.
البرتغاليون، على سبيل المثال، وصلوا إلى سواحل الخليج العربي العام 1506م، أي قبل أربعة قرون من اكتشاف النفط بشكله التجاري في المنطقة، كان هدفهم السيطرة على طرق التجارة البحرية بين الشرق والغرب، التي كانت تمر عبر الخليج العربي، والبحث عن طريق جديد إلى الهند وبلاد شرق آسيا بعيدًا عن سيطرة العثمانيين على الطرق التقليدية، كان هذا صراعًا على النفوذ الاقتصادي والتوسع الجغرافي قبل أن يكون صراعًا على النفط.
الموقع الاستراتيجي للخليج العربي كمنطقة وسيطة بين الشرق والغرب، ومرور خطوط الملاحة به، كانت من العوامل الأساسية في الصراع المستمر في الخليج العربي منذ أكثر من خمسة قرون –أي إلى وقتنا الحاضر-، وحتى لو افترضنا أن الخليج العربي لم يكتشف فيه النفط والغاز، فإن أهميته ستبقى كما هي، فهو ممر تجاري هام يربط بين الشرق والغرب، ويوفر وصولًا سريعًا إلى البحار المفتوحة، مما يسمح للدول المطلة عليه بالتجارة مع دول العالم الأخرى.
ولعلنا نذكر أن الألمان والعثمانيين سعوا لبناء خط سكة حديد يبدأ من ألمانيا وينتهي في البصرة على الخليج العربي للوصول إلى المحيط الهندي ومنه إلى الدول المطلة عليه، كان تحالفاً من أجل التجارة وخطوطها الممتدة، وفشل المشروع بسبب الحرب العالمية الأولى التي أجهضت هذه الفكرة وأطاحت بها.
أما الأهمية العسكرية لمنطقة الخليج العربي فتكمن في كونه منطقة فصل بين القوى المتصارعة في العالم، وخاصة الشرق والغرب، ولعلها برزت بكثافة خلال صراع القوتين العظميين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية منذ الخمسينات حتى بداية التسعينات الميلادية، وهي تتجلى بوضوح حالياً من خلال التنافس الصيني الأمريكي، هذه الميزة المهمة منحت وستمنح دول الخليج القدرة على تعظيم مكانتها وأدوارها، وكذلك المناورة والاستفادة من العلاقة مع جميع الأطراف.
الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران تثير الكثير من الأسئلة، هل المنطقة معرضة لمزيد من الحروب، وهل ستنعكس تلك الحروب على مستقبل شعوبها تنموياً واقتصادياً، وهل بالإمكان استبدال الصراعات بالتعاون الاقتصادي –كما دعا إلى ذلك ولي العهد السعودي- بدلاً من التنافس العسكري، الذي أدى وسيؤدي إلى المزيد من الحروب والدول الفاشلة.
بلا شك أن الاستمرار في التفكير بعقلية القرون الماضية سيؤدي إلى مزيد من الحروب، كما أن النظر إلى أن دول الخليج مجرد بنوك مالية كذلك خاطئ، يجب فهم العقلية الخليجية، وهي عقلية تجار وتنمويين حقيقيين، ولا أدل من ذلك عواصم ومدن دول التعاون الخليجي، التي تضاهي باقتصاداتها اقتصادات دول بأكملها.
من هنا يمكن فهم أهمية موقع الخليج العربي في الإستراتيجية الدولية، وفي تفكير السياسي –في الغرب والشرق- الذي يسعى لبناء علاقات ناجحة مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي استطاعت استيعاب وفهم تلك المعادلة ووظفتها لصالح التنمية وتطوير اقتصاداتها، وهو أمر أضحى الأساس في نجاحها وتطورها، فهي لم تعتمد على ثرواتها من نفط وغاز فقط، بل حولت موقعها الجيوسياسي إلى قوة دافعة لتنميتها وتقدمها.
أخبار ذات صلة
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : اخبار حصرية - الحروب على ضفاف الخليج ! - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 12:08 صباحاً
0 تعليق