وأضاف ترامب مازحاً: "في أمريكا لا يمكنك أن تقول إنها جميلة، لأن هذا سينهي مستقبلك السياسي.. لكنها بالفعل سيدة جميلة".

كلمات ترامب التي قالها أمام الكاميرات على هامش القمة لم تمر مرور الكرام، إذ أعادت تسليط الضوء على ظاهرة غير مألوفة في عالم السياسة، تتمثل في "الكاريزما الخاصة" التي تميز ميلوني وتجعل لقاءاتها مع القادة والزعماء تخرج عن المألوف، لتتحول أحياناً إلى مشاهد أقرب إلى الغزل أو الطرافة منها إلى البروتوكول الرسمي.

ظاهرة سياسية نسائية

منذ توليها رئاسة الحكومة الإيطالية عام 2022، نجحت جورجيا ميلوني في أن تفرض حضورها على الساحة الأوروبية والدولية بأسلوب مختلف، فإلى جانب مواقفها السياسية الواضحة، تتمتع ميلوني بعفوية وجاذبية جعلتها مثار إعجاب لدى كثير من القادة حول العالم.

اللافت أن هذا الإعجاب كثيراً ما خرج عن الإطار الرسمي، فلقاءاتها باتت محطات لالتقاط صور ومقاطع فيديو تتصدر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وتثير تعليقات لا تخلو من الدعابة حول "سِحر ميلوني" وتأثيرها الواضح على من يلتقيها.

أردوغان وماكرون و"السجائر"!

بخلاف حديث ترامب، لم تخلُ قمة شرم الشيخ أيضاً من مشهد طريف جمع ميلوني بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي باغتها بطلبه أن تتوقف عن التدخين، قائلًا لها مبتسماً: "تبدين رائعة، لكنني رأيتك بالسيجار.. عليّ أن أساعدك على التوقف عن التدخين".

بدورها، ردت ميلوني ضاحكة: "أعلم، أعلم.. إنه يجب عليّ ذلك"، قبل أن يتدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ممازحاً: "هذا مستحيل"، لينفجر الثلاثة ضاحكين في مشهد تناقلته وسائل الإعلام بوصفه لحظة طريفة خففت من أجواء القمة الجادة.

العناق البريطاني والإحراج الطريف

أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فتربطه بميلوني علاقة ودية لفتت الأنظار منذ أول لقاء جمعهما، ففي قمة مجموعة السبع عام 2024، أثار مقطع فيديو لهما وهما يتبادلان العناق والقبلات الرسمية موجة من التعليقات الساخرة، بعدما وصف مستخدمو مواقع التواصل الموقف بأنه "عناق محرج" بدا فيه سوناك وكأنه تقدم خطوة أكثر من اللازم.

ورغم ذلك، فإن المتحدث باسم الحكومة البريطانية أكد حينها أن سوناك وميلوني "يتفاهمان بشكل رائع" وأنهما "انتُخبا في فترة متقاربة، ما خلق بينهما تفاهماً وتناغماً طبيعياً".

ركوع راما.. مشهد تجاوز البروتوكول

المشهد الأكثر غرابة جاء من ألبانيا، حين جثا رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أمام ميلوني خلال لقائهما في قمة المجتمع السياسي الأوروبي بتيرانا في مايو (أيار) الماضي، واضعاً مظلته جانباً وضم يديه كما لو كان يصلي، بينما بادلته ميلوني نظرات الدهشة قائلة: "لا يا إيدي"، قبل أن تعلّق مازحة: "إنه يفعل هذا فقط ليبدو بطولياً".

الموقف أثار ضجة على مواقع التواصل، واعتُبر تجسيداً لعلاقة استثنائية تجمع بين الزعيمين، رغم اختلافهما الأيديولوجي، إذ ينتمي راما إلى اليسار الاشتراكي بينما تمثل ميلوني اليمين المحافظ في أوروبا.

إيلون ماسك وميلوني.. إعجاب من نوع مختلف

لم تقتصر مظاهر الإعجاب على السياسيين فحسب، إذ عبّر الملياردير الأمريكي إيلون موسك عن احترامه الكبير لميلوني في أكثر من مناسبة، ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، قدّم لها جائزة "المواطن العالمي" في نيويورك، وقال خلال كلمته: "يشرفني أن أقدّم الجائزة إلى جورجيا ميلوني.. إنها أكثر جمالًا في داخلها مما تبدو في الخارج"، مضيفًا أنها "سياسية صادقة وأصيلة، وهذا لا يُقال عن كثيرين في هذا المجال".

وقد أثار ذلك الظهور المشترك موجة جديدة من الحديث عن علاقة عاطفية تجمع بينهما، خاصة بعدما ظهرا في لقطات عديدة وهما يضحكان ويتقاربان في الحديث، ويبدو عليهما التناغم بشكل لافت.

الأمر الذي دفع إيلون ماسك للخروج عن صمته، نافياً وجود علاقة عاطفية تجمعه بميلوني، كاتباً عبر منصة إكس: "كنت هناك مع أمي، لا توجد علاقة رومانسية على الإطلاق مع رئيسة الورزاء جورجيا ميلوني".