نظمت دولة المملكة الهاشمية الأردنية مؤتمر للابتكار والتكنولوجيا والأمن السيبراني C8 2025 بمشاركة ما يقارب 5000 باحث ومهتم من أكثر من 50 دولة حول العالم، وبحضور أكثر من 40 متحدثاً دولياً ومحلياً، للحديث عن تحديات الفضاء السيبراني، والتقدم التقني وتقنيات المستقبل.

أصدر عن المؤتمر الذي أقيم شهر نوفمبر الحالي عدد من التوصيات الهامة منها أهمية دمج الأمن السيبراني في المناهج يجب أن يكون مهارات حياتية في مختلف المراحل الدراسية، وليس فقط ضمن مادة الحاسوب.

فضلا عن ضرورة تدريب وتأهيل المعلمين لمواكبة التطورات التقنية السريعة ونقل المهارات إلى الأجيال الجديدة وضرورة تحديث البنية التحتية من تجهيز المدارس والجامعات بمختبرات حاسوب حديثة وتوفير اتصال سريع بالإنترنت.

بالإضافة إلى تطوير التخصصات للتأكيد على ضرورة تحديث تخصصات الجامعات لتواكب التطورات التقنية، مثل تخصصات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مع أهمية تطوير التشريعات الناظمة للتقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك حماية الخصوصية والحد من العنف الرقمي.

مع رفع مستوى الوعي لدى جميع أفراد المجتمع بمخاطر الفضاء السيبراني وطرق الحماية، والعمل على تقليص الفجوة الرقمية لضمان وصول جميع فئات المجتمع إلى تقنية المعلومات والتوعية الأمنية، وتشجيع الابتكار في تقنيات الأمن السيبراني لتعزيز القدرات الوطنية، وبناء ثقافة وطنية للأمن السيبراني بدعم مبادرات بناء ثقافة وطنية للأمن السيبراني تشمل الأفراد والمؤسسات.

وتم بلورة التوصيات فى عدد من النقاط كالتالي:
• أهمية دمج مفاهيم الأمن السيبراني في المناهج الدراسية.
• تحديث البنية التحتية التقنية للمدارس والجامعات.
• ضرورة رفع الوعي بمخاطر الفضاء السيبراني، وتقليص الفجوة الرقمية.
• تعزيز الشراكة بين الجامعات والمؤسسات الأمنية.
• تطوير التشريعات.
• حماية الخصوصية.
• مكافحة العنف الرقمي.

وبناء على ما سبق يجب أن نستفيد من هذه التوصيات بملف الذكاء الاصطناعي بمصر واستهداف الأطفال والشباب بالتوعية بالأمن السيبراني خاصة وأن التقارير الصادرة عن المجلس القومي للطفولة والأمومة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن التقنيات الحديثة والهواتف الذكية واستخدام الأطفال للإنترنت، أن معدل 15% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا يعانون أعراض إدمان الإنترنت، بينما ارتفعت النسبة إلى 28% بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا.

ومن هنا نقترح الأتي:
• أهمية نشر الوعي للأمن السيبراني بالمدارس والجامعات بمصر عن طرق مبادرة ومحاضرات بجميع المراحل التعليمية المختلفة لرفع الوعي بهذا الملف الهام خاصة عن الأطفال والشباب.
• ضرورة إطلاق حملات توعية بالأمن الرقمي لدى الموظفون بالقطاع الحكومي خاصة في المحافظات.
• ضرورة تبني المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي مبادرات لتدريب الشباب بالمحليات على التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وحماية الخصوصية.

وبعد أن الأمن السيبراني ملف من ضمن ملفات كثيرة بالاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي المصرية ويجب اتخاذ فيه خطوات عاجلة وهامة حماية للأمن الاجتماعي المصري والاستدامة حماية للأجيال القادمة.

د. محمد كمال
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي