في مثل هذا اليوم..نجيب محفوظ يفوز بجائزة نوبل للآداب - تواصل نيوز

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في مثل هذا اليوم..نجيب محفوظ يفوز بجائزة نوبل للآداب - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 02:27 مساءً

تواصل نيوز -  

تمر اليوم ذكرى فوز الأديب المصري القدير نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب، في 1988، ومن أهم الأسباب التي أهلته لهذا الفوز قدرته على توثيق المجتمع المصري على مدى قرن كامل، من خلال شخصيات حية تمثل مختلف الطبقات، بالإضافة إلى مزجه بين الواقعية والرمزية الفلسفية، مما جعل أعماله مفهومة عالميًا رغم محليتها.

محفوظ نقل الأدب العربي إلى العالمية

وقد ابتكر محفوظ شكلًا خاصًا للرواية العربية، يُضاهي المدارس العالمية في السرد والتحليل النفسي والاجتماعي، وساهم في نقل الأدب العربي إلى العالمية بعد أن تُرجمت أعماله لأكثر من 30 لغة، وجاء في بيان الأكاديمية السويدية عند فوزه، أن محفوظ حصل على الجائزة " لأنه من خلال أعماله الغنية والمعقدة، قدّم فن السرد العربي إلى الإنسانية جمعاء".

وُلد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 بحي الجمالية في القاهرة القديمة، وهي منطقة مليئة بالتاريخ الإسلامي والأسواق الشعبية والمشاهد الإنسانية الصاخبة، ونشأ في أسرة متوسطة من الطبقة الصغيرة الموظفة؛ كان والده عبد العزيز إبراهيم موظفًا في الحكومة، يتميز بالصرامة والانضباط، بينما كانت والدته عاطفية تميل إلى سرد الحكايات الشعبية، وتأخذه في صغره لزيارة الأماكن التاريخية مثل القلعة والأهرامات.

تأثر محفوظ بشدة بأحداث ثورة 1919 وهو طفل صغير، فطالما كان يشاهد المظاهرات من شرفة البيت، مما ولَد بداخله مبكرًا الحس الوطني والسياسي.

تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة العباسية، ثم واصل في مدرسة فؤاد الأول الثانوية، ولاحقا حصل على ليسانس الفلسفة من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) عام 1934، ثم بدأ دراسة الماجستير في الفلسفة عن الجماليات لكنه تركها واتجهه إلى الأدب والكتابة.

لقد ساهمت عدة عوامل في تشكيل شخصية محفوظ الأدبية من أهمها، البيئة الشعبية في القاهرة القديمة حارات الجمالية، والموسكي، والحسين، والأزقة والعوالم الشعبية، التي أصبحت فيما بعد مسرحًا أساسيًا في رواياته مثل "زقاق المدق" و"بين القصرين"، كما أن ثورة 1919 وأحداث مصر السياسية شكلت وعيه الوطني والسياسي، فيجد القارئ في معظم أعماله نظرة تأملية، تتمحور حول علاقة الفرد بالسلطة والمجتمع.

ولا شك أن دراسة الفلسفة أنضجت تفكيره وعمّقت أسئلته الوجودية، وهو ما ظهر بوضوح في روايات مثل "أولاد حارتنا" و"اللص والكلاب"، ومن العوامل الأخرى التي أثرت في موهبته الأدبية وصقلتها وساهمت في تطويرها، اطلاعه على التراث الإسلامي والفرعوني فقد تأثر بالقصص القرآني وبالأساطير الفرعونية، وظهر ذلك في كتاباته الرمزية مثل "كفاح طيبة" و"رادوبيس".

كما أن عمل محفوظ في إدارة الرقابة على المصنفات الفنية جعله قريبًا من السينما، فانعكس ذلك في أسلوبه السردي البصري المكثف، وتأثر بكُتاب كبار مثل تشيخوف وديستوفسكي وزولا.

وتعتبر الواقعية العميقة، من أهم ملامح أسلوب محفوظ الأدبي، ويُعد من رواد الواقعية النقدية، فكتاباته تعرض المجتمع المصري بصدق دون تجميل أو إساءة، كما في ثلاثيته الشهيرة بين القصرين – قصر الشوق – السكرية، أما بالنسبة للغته فهي سلسة واضحة، تعتمد على وصف بصري دقيق كأنك تشاهد فيلمًا، وقد تأثر بالسينما بحكم عمله الطويل فيها.

وفي أعماله المتأخرة مثل أولاد حارتنا والحرافيش، استخدم الحارة المصرية كرمز للعالم، وشخصياته كرموز لفلسفات وصراعات إنسانية، فاتصفت كتاباته بالرمزية الفلسفية، وقد استخدم أثناء السرد تقنيات تيار الوعي والمونولوجات النفسية خصوصًا في روايات مثل اللص والكلاب وميرامار.

وقد اعتبر النقاد محفوظ أنه أعظم من كتب عن التاريخ الاجتماعي لمصر أكثر من أي مؤرخ، ووصفه عدد منهم أنه "استطاع أن يُحوّل الحارة المصرية إلى عالم إنساني شامل"، بينما رأت الناقدة الفرنسية لورنس دارنيل أن محفوظ "امتلك القدرة على جعل المحلي عالميًا دون أن يفقد نكهته الأصلية".

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : في مثل هذا اليوم..نجيب محفوظ يفوز بجائزة نوبل للآداب - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 02:27 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق