تواصل نيوز - عقب تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي، قال الروائي الفلسطيني باسم خندقجي خلال زيارته الأولى لمصر: “أنا اليوم أبعث أسيرًا محررًا من داخل هذه السجون بفضل صمود شعبنا ومقاومته الباسلة في قطاع غزة.” خندقجي، الذي قضى 21 عامًا في الأسر، أُدين بجرائم تتعلق بالمقاومة، وحُكم عليه بثلاث مؤبدات.

رحلة أدبية خلف القضبان

خلال فترة سجنه، بدأ خندقجي بتوثيق تجربته من خلال كتابة مجموعة من الأعمال الأدبية. من أبرز كتاباته: “مسودات عاشق وطن” التي تحتوي على 10 مقالات تعكس الهم الفلسطيني، بالإضافة إلى ديوان شعر بعنوان “طرق على جدران المكان”. وقد نشر أيضًا دراسات عن المرأة الفلسطينية وروايات مثل “مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة”.

الإبداع كوسيلة مقاومة

لقد تمكن خندقجي من تحويل زنزانته إلى منارة ثقافية، حيث كان يشرف على نشر كتبه وتنظيم حفلات التوقيع، فضلاً عن تأسيس “صندوق الأسير باسم خندقجي لدعم أدب الأسرى”، والذي يهدف إلى دعم إبداعات الأسرى ونشرها.

تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي، قدم خندقجي للمكتبة العربية العديد من الأعمال. من بين أهم إسهاماته الشعرية “طقوس المرّة الأولى” و”أنفاس قصيدة ليلية”. أما في مجال الرواية، فقد صدرت أعماله مثل “نرجس العزلة” و”خسوف بدر الدين” عن دور نشر متعددة.

التحرر والأمل

تجسد كلمات خندقجي روح المقاومة، حيث عبّر عن فخره بشعبه وأعرب عن أمله في مستقبل مشرق، قائلًا: “السلام على غزة يوم تقاتل ويوم تصمد.” هذه الرسالة تلخص الروح التي تحفز العديد من الفلسطينيين على الاستمرار في الكفاح من أجل الحرية والكرامة.

عن الأسير والمعاناة

يتجلى في تجربة خندقجي الفهم العميق لمعاناة الأسرى الفلسطينيين. وفقًا لتقارير متعددة، يُحتجز أكثر من 4,500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، مما يسلط الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها هؤلاء الأفراد. وعلى الرغم من التحديات، إلا أن العديد منهم يواصلون الكتابة والإبداع في سبيل نشر رسالتهم.

تستحق رحلة خندقجي تلك الإشادة، حيث تظهر كيف يمكن للإبداع أن يكون سلاحًا ضد الظلم، بل ويُعد بمثابة أمل لمستقبل أفضل لشعب يتطلع إلى التحرر والاستقلال.