وذكرت صحيفة لو باريزيان الفرنسية أن المنتخب الإيطالي بقيادة دوناروما وباريلا يدخل اللقاء وسط تضامن شعبي واسع مع الفلسطينيين، ما يجعل المباراة تتجاوز البعد الرياضي إلى سياق سياسي وإنساني حساس.

وفي المقابل، شهدت مدن إيطالية عدة، أبرزها روما، مظاهرات حاشدة رفضاً لمشاركة إسرائيل، وسط دعوات من المحتجين إلى فيفا ويويفا لتعليق نشاط المنتخب الإسرائيلي أسوة بروسيا عقب حرب أوكرانيا. وأفادت تقارير بأن نحو عشرة آلاف متظاهر سيشاركون في مسيرة مركزية مؤيدة لفلسطين بأوديني، بعيداً عن الملعب الذي يشهد إجراءات أمنية غير مسبوقة تشمل أكثر من ألف عنصر من الشرطة والجيش وطائرات مسيّرة لمراقبة الأجواء.

صحيفة لا جازيتا ديللو سبورت أشارت إلى أن الحضور الجماهيري لن يتجاوز تسعة آلاف متفرج في ملعب يتسع لـ25 ألفاً، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات، بينما أغلقت المتاجر في وسط المدينة أبوابها باكراً، وتحولت المنطقة المحيطة بالملعب إلى ما يشبه “المنطقة الحمراء”.

من جهته، دعا مدرب المنتخب الإيطالي جينارو غاتوزو إلى احترام الحق في التظاهر، مؤكداً أن “كرة القدم يجب أن تكون جسراً لا جداراً”، فيما اعتبر عمدة أوديني أن إقامة المباراة في هذه الأجواء “لا تخدم صورة الرياضة ولا قيمها”.

وهكذا تتحول مباراة يفترض أن تكون رياضية بحتة إلى حدث سياسي بامتياز، إذ تتجه الأنظار في أوديني إلى الشوارع أكثر من الملعب، في مشهدٍ يختصر التوتر الأوروبي بين الرغبة في اللعب ومساءلة الضمير الإنساني.