يمثل عيد الاتحاد الإماراتي، الذي يُصادف الأول من ديسمبر عام 2025، محطة وطنية بارزة يستعيد فيها أبناء دولة الإمارات ذكرى تأسيس الاتحاد عام 1971، حين توحدت الإمارات السبع تحت راية واحدة ورؤية مشتركة لمستقبل مزدهر. وتُعد هذه المناسبة من أهم الأعياد الوطنية في الدولة، حيث تجمع بين الاحتفال بالإنجازات المتحققة عبر العقود الماضية وتأكيد قيم الوحدة والولاء والانتماء. وتتحول الإمارات خلال هذه الفترة إلى لوحة احتفالية نابضة بالألوان الوطنية والعروض الفنية والفعاليات الثقافية التي تعكس روح الاتحاد وتبرز الهوية الإماراتية بعمقها التاريخي وتنوعها الإنساني.

فعاليات وطنية تحتفي بالروح الاتحادية

تشهد مختلف إمارات الدولة فعاليات واسعة احتفالًا بعيد الاتحاد، تبدأ من عرض الأعلام على المباني الرسمية والمنازل، وصولًا إلى الفعاليات الضخمة التي تنظمها الجهات الحكومية والقطاع الخاص. وتضم هذه الاحتفالات عروضًا عسكرية وموسيقية ومهرجانات تراثية تُبرز الفنون الشعبية الإماراتية، كالعازي والعيّالة والرزفة وغيرها من الفنون التي ترتبط بتاريخ المجتمع الإماراتي. وتشارك المؤسسات التعليمية بدورها في تنظيم فقرات خاصة بهذه المناسبة، من عروض طلابية ومسابقات ثقافية ومعارض تثقيفية تعرّف بتاريخ الاتحاد وتحكي قصة القادة المؤسسين ورؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في بناء دولة حديثة تقوم على قيم التعاون والتكامل. وتساهم هذه الأنشطة في تعزيز الوعي الوطني وترسيخ الهوية الإماراتية في نفوس الأجيال الجديدة.

معارض ثقافية ومبادرات مجتمعية

تحضر المعارض الثقافية والفنية بقوة في احتفالات عيد الاتحاد، حيث تُقام معارض للصور التاريخية والوثائق التي توثق مراحل تأسيس الدولة وتطورها عبر السنوات، إضافة إلى عروض فنية معاصرة تقدمها فرق محلية ودولية في إطار من التعاون الثقافي. كما تنظم المتاحف فعاليات خاصة تُظهر تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الإمارات، وتستعرض أبرز الإنجازات التي تحققت في مجالات التعليم والطاقة والفضاء والبنية التحتية. كذلك تطلق الهيئات المعنية مبادرات مجتمعية مثل حملات التطوع وبرامج غرس الأشجار، تعبيرًا عن الامتنان للوطن وإسهامًا في تعزيز الاستدامة البيئية. وتشارك المراكز التجارية والجهات السياحية عبر عروض خاصة وبرامج ترفيهية تستقطب العائلات والزوار، مما يجعل من عيد الاتحاد حدثًا وطنيًا وسياحيًا في آن واحد.

عروض احتفالية ومسيرات تجسد اللحمة الوطنية

تتزين الشوارع والميادين في الإمارات بأعلام الدولة والإضاءات التي تحمل ألوانها، فيما تُقام مسيرات احتفالية تشارك فيها مختلف فئات المجتمع، من أطفال المدارس إلى الفرق الشعبية والمؤسسات العسكرية والمدنية. وتشهد بعض المدن عروضًا للألعاب النارية التي تضيء السماء في مشاهد لافتة تجذب آلاف الزوار والمقيمين، وتُعد إحدى أبرز الفعاليات التي يرتقبها الجمهور كل عام. وتقدم المدن الكبرى مثل أبوظبي ودبي والشارقة حفلات موسيقية ضخمة يشارك فيها فنانون من داخل الإمارات وخارجها، إضافة إلى عروض مسرحية وأوبريتات وطنية تجسد تاريخ الاتحاد وقيمه. تُبرز هذه الفعاليات مدى الترابط بين المجتمع وتؤكد أن روح الاتحاد لا تزال نابضة وقادرة على جمع الجميع في لحظات وطنية مميزة.

في ختام احتفالات عيد الاتحاد، يتجدد شعور الفخر بالوطن وقادته وبالمسيرة التي انطلقت منذ أكثر من خمسة عقود وحققت نجاحات متواصلة في مختلف المجالات. وتأتي هذه المناسبة لتذكير الأجيال بأن الاتحاد ليس حدثًا تاريخيًا فحسب، بل مشروع مستمر يقوم على العمل المشترك والطموح المتجدد. ويظل الأول من ديسمبر يومًا يحتفي فيه الإماراتيون بقصة وطن صيغت بإرادة قوية ووحدة راسخة، وبمستقبل يستند إلى تنمية مستدامة وإنجازات لا تتوقف.