غسان تويني في الذكرى الـ13 راحل يستحيل غيابه - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غسان تويني في الذكرى الـ13 راحل يستحيل غيابه - تواصل نيوز, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 06:13 صباحاً

تواصل نيوز - تدفقت علينا في مطالع هذه السنة ادبيات عريقة استفاق عليها اللبنانيون دفعة واحدة مع تلك النعمة الكريمة التي جاءتنا بعهد جديد وحكومة جديدة بعثا في اللبنانيين الأمل العريض في قيامة "الدولة " والمؤسسات الدستورية وإعادة الاعتبار إلى أصول ديموقراطية كادت تدفن في عقود ظلامية من تشويه جوهر لبنان وحقيقته وأصالته.

 

الراخل غسان تويني ونجله جبران وحفيدته نايلة.

 

في تلك الفورة من استعادة الطموحات إلى إنعاش الدولة لم تمر لحظة واحدة والا وكان غسان تويني في قلب استعادة الادبيات المتصلة بقيم وممارسات واصول وثوابت التاريخ والإرث الفكري والصحافي والوطني والقومي أيضا وأيضا الذي خطه غسان تويني سحابة العقود الطويلة من عمره المهني والفكري والسياسي والإنساني والإبداعي حتى اختصر بشخصه ونهاره العريقة الأصيلة ابنة العقود التسعة مأثرة المرجع الأكبر من كبير ، الذي لا مرجع يتقدمه او يشبهه او يضاهيه في عالم الفكر والصحافة والديبلوماسية ناهيك عن حياة أسطورية في تحمل المصائب والنوائب نادرا ما عرفت البشرية بطولة مماثلة في الإيمان الذي جعله يسلم بقدريتها.

 

الراحل غسان تويني وزوجته.

الراحل غسان تويني وزوجته.

 

في الآونة الأخيرة صعدت إلى سطح الجمهورية الموعودة بالعودة والإنعاش أبهى وأعظم ما حفره كبير الكبار من رجالات لبنان في مقالاته ومقابلاته وكتبه ومحاضراته ان في مسائل الحريات وان في مسالة جوهرية قاطعة هي صلب ازمة الأزمات وأساسها منذ اتفاق القاهرة وقبله وبعده وكل الأثقال القاتلة التي تحملها لبنان او حملت له قسرا وقهرا وغيلة أي حروب الآخرين على ارض لبنان . ضج لبنان بعبق غسان تويني سواء علنا او ضمنا ، مباشرة او مداورة ، بتذكر الكبير الذي لا كبير يكبره ، او بتجاهل او بعفوية ، بكل النشوة الوطنية التي استفاقت على ركام حرب طاحنة استحضرت في السنتين الماضيتين ولا يزال الكثير منها الان يستحضر ذيول وتداعيات حروب الدول الإقليمية والحسابات الدولية على ارض لبنان ، تلك الحروب وتلك الافة القاتلة التي نذر غسان تويني حياته الفكرية والصحافية والدبلوماسية لمواجهتها بكل عظمة إيمانه بلبنان الحر المستقل رمز الميثاقية المشعة الحضارية والمتحصن بدولة حصينة ماري غسان تويني إيمانه وفعله وصحافيته حتى العظم في إثباتها في كل موقع تقلب فيه . هذه القيمة التاريخية التي يستحيل ان تواكبها مواصفات مستأهلة لشخص من جسدها بكل سحر الانجذاب إلى شخصيته الكريسماتية وصوته المغناطيسي الآسر ، غسان تويني المهاب المستهاب والجامع بسحر نادر بين تلك المهابة وتلك السخرية العذبة ، استبق كل لبنان قبل وأبان وخلال وبعد الحروب والسلم والمهادنات وما بينها ، وأطلق فينا ما يتجاوز النبوءات في كل مراحل دروب الصليب التي اخضع اليها لبنان . ومن قال ان درب الصليب الخاصة بغسان تويني كانت اقل فجاعة واختبارا إلهيا قدريا وإنسانيا من درب صليب بلاده؟

 

الراحل غسان تويني وحفيدته نايلة.

الراحل غسان تويني وحفيدته نايلة.

 

ذاك الكبير الذي نفتقد في كل ثانية ولحظة ، ونغرق في يتم حقيقي من الكبار في غيابه وغياب امثاله ونخاف خوفا عظيما على قلة نادرة باقية بيننا من قماشته الفذة ، غسان تويني معلمنا في النهار وفي الصحافة وفي الوطنية والقيم الكبيرة جمعاء ، لا نفتقده في الذكرى الـ13 على وفاته فقط لمجرد الذكرى ، بل لأننا نستشعر بعد هذه السنوات انه "مستحيل الرحيل" ومن كان غسان تويني فأي وفاة تعتد في ارثه؟         

 

الراحل غسان تويني على منبر الأمم المتحدة.

الراحل غسان تويني على منبر الأمم المتحدة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق