سوريا "جائزة أميركا" ولا وصاية على لبنان - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا "جائزة أميركا" ولا وصاية على لبنان - تواصل نيوز, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 11:02 صباحاً

تواصل نيوز - لم يكن تفصيلاً إقدام واشنطن على رفع العقوبات عن سوريا واحتضان رئيسها أحمد الشرع ومنحه كل هذا الاهتمام من الرئيس دونالد ترامب وتلقيه مساحة دعم كبيرة من أكثر من دولة خليجية، في وقت لم يتلمس لبنان هذا النوع من الرعاية.

 

وكثرت الأسئلة عن إمكان حصول عودة أميركية - سعودية إلى لبنان من البوابة السورية التي جرى اعتمادها بعد الطائف من خلال تلزيم دولي - عربي لدمشق بإدارة الملف اللبناني وخصوصاً أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد والوصاية التي استمرت مع نجله بشار إلى العام 2005.

 

وأدى التبدل في النظام السوري وحلول الشرع في سدّة المسؤولية إلى تمكن واشنطن من الحصول على "الجائزة الكبرى" في سوريا لتكون أول من يتحكم بمفاتيح شؤون دولة مفككة وتطيير نفوذ إيران من أراضيها. ويعمل على إدارتها المسؤول عن ملفها الديبلوماسي جويل رايبورن الذي كان من المساهمين في إزاحة بشار الأسد و"تنصيب" الشرع ودخوله في عملية ترميم علاقاته مع جهات عدة لدى مكونه السني أولاً وتنظيم التعاون مع الأكراد، فضلاً عن الدروز في السويداء رغم عدم انتظامها في شكل كامل، في وقت تستمر فيه أعمال التنكيل والتضييق على العلويين في الساحل.

 

ولذلك تبقى سوريا محور الاهتمام الأميركي الأكبر نظراً إلى ما تحتله من موقع استراتيجي في السياسة والاقتصاد، حيث يعمل ريبورن على انصهار كل المكونات الطائفية والسياسية في الدولة الجديدة وعدم انقسامها إلى دويلات على عكس ما تشتهيه اسرائيل.

 

من هنا تعمل أميركا على الإبقاء على وحدة سوريا، الأمر الذي تلقفته الدول الخليجية زائد تركيا عكس ما تخطط له تل أبيب، إذ لا يزال أكثر من مسؤول إسرائيلي يصف الشرع بـ"الداعشي" وفق ما تراه طهران وإن كانت لا تصرح بذلك إذ تعمد إلى فتح صفحات سياسية جديدة في المنطقة بدءاً من لبنان.
ماذا يمكن للبنان الاستفادة من الرعاية الأميركية لسوريا؟

 

من وجهة نظر أكثر من مراقب فإنه في إمكان لبنان الاستفادة من رفع العقوبات عن سوريا والمساهمة في إعمارها مع التنبه للدور الذي يلعبه ريبوران إذا تثبت رسمياً أنه سيتولى مهمة موفدة بلاده مورغان أورتاغوس في لبنان، وهو خبير محلف بسياسات دول المنطقة وتاريخها، ولا يمانع بحسب من يخبرونه الأداء الذي يقدمه حيال لبنان، البدء من زاوية سوريا. 

هل من وصاية؟

لم ينسَ اللبنانيون بعد أيام الوصاية السورية التي لم تكن وحدها المتحكمة بإدارة البلد، وخصوصاً بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وتظهر المعطيات على الأرض تأثير سوريا على لبنان ومن دون أن تصل إلى حدود ما وصل إليه آل الأسد. وكان اللافت أنه منذ أيام الانتداب في الأربعينيات من القرن الفائت، لم تخلُ طموحات أي رئيس سوري من التدخل في شؤون لبنان. وإذا كان الشرع لم يثبت حضوره بعد على كل الخريطة السورية، فإنه غير قادر على التدخل في ملفات لبنان وانقسامات أهله من الباب الواسع حتى لدى السنّة الذين عبروا عن ارتياحهم لوصوله إلى رأس السلطة وانتزاع آل الأسد من الحكم، لكنهم في المفاصل الكبرى لا يخرجون عن توجهات السعودية التي تولي عناية خاصة بسوريا الجديدة واستعدادها لمدها بالدعم والاستثمارات، وهذا ما تمارسه قطر ودولة الإمارات أيضاً. ووفق هذه الخلاصات يمكن أن تشكل سوريا نوافذ مالية واقتصادية للبنان إذا أحسنت الحكومة الاستفادة من هذه التطورات وإعادة تشغيل خط استجرار النفط والغاز من العراق إلى لبنان. ولا يمكن تسوية جملة من الأمور والمشاريع المشتركة بين لبنان وسوريا قبل تنظيم العلاقات بينهما على الحدود والبت في عودة النازحين، إذ لا يظهر على الأرض أن كل هذه الملفات تسلك الطريق الصحيح حتى الآن بين جارين لا يزالان يعيشان تعقيداتهما المزمنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق