نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عدنان مندريس.. تاجر الدين من حلف بغداد إلى حبل المشنقة - صحيفة تواصل, اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 07:59 مساءً
صحيفة تواصل - عدنان مندريس سياسي تركي تولى رئاسة وزراء تركيا في الفترة من 1950 حتى 1960.
يمثل مندريس النموذج الأول لتاجر الدين في الجمهورية التركية، فقد لعب على وتر العواطف الدينية للأتراك، وسمح بزراعة نبات الخشخاش (الذي يتم استخراج الأفيون منه) بشكل قانوني، مما رفع شعبيته بين الفلاحين، في الوقت الذي اتخذ فيه سياسات اقتصادية رأسمالية متطرفة خدمت كبار الملاك والرأسماليين.
لم يكن مندريس مجرد سياسي تقليدي، بل كان رأس حربة في المخططات الغربية ضد العرب.
في عهده انضمت تركيا إلى حلف الناتو، وكان من أشد المتحمسين لتكوين حلف بغداد الذي استهدف محاصرة مصر وقيادة جمال عبد الناصر، وربط المنطقة العربية استراتيجيًا بالمصالح الغربية. كما وثّق علاقاته بإسرائيل، ليصبح شريكًا في كل المؤامرات ضد الأمة العربية.
في العدوان الثلاثي عام 1956، وقف مندريس موقفًا عدائيًا صريحًا من مصر، ودعم قوى العدوان سياسيًا، في وقت كانت فيه مصر تخوض معركتها البطولية ضد بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. ولم تتوقف مؤامراته عند هذا الحد، ففي عام 1957 خطط لغزو سوريا بالتنسيق مع الغرب، ولم يفشل هذا المخطط إلا بعد أن أرسل جمال عبد الناصر قوات من الجيش المصري إلى سوريا، في رسالة حاسمة بأن أمن دمشق من أمن القاهرة.
وجاءت الوحدة المصرية- السورية عام 1958 لتزيد من كوابيس مندريس، فقد أصبح عبد الناصر جارًا مباشرًا له على الحدود التركية- السورية، ثم توالت عليه الضربات حين قامت الثورة العراقية في 14 يوليو 1958، فنسفت حلف بغداد، بل ونقل الثوار كل وثائقه وملفاته إلى عبد الناصر، ليجد مندريس نفسه عاريًا أمام خصمه الأكبر.
تفاقمت أزمات مندريس الداخلية مع سياساته الاقتصادية الفاشلة، التي أدت إلى إفلاس الخزانة التركية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني أفقَر غالبية الشعب.
وفي 27 مايو 1960 قاد الجنرال جمال جورسيل انقلابًا عسكريًا أطاح به وبالرئيس جلال بايار.
قرر الجيش التركي محاكمة عدنان مندريس وحكومته.
وانعقدت المحكمة على جزيرة يُطلق عليها “ياسي أدا” أو جزيرة الموت.
وُجهت المحكمة لمندريس وإلى حكومته الاتهامات التالية:
التسبب في إفلاس خزينة الدولة.
نشر الفساد والمحسوبية.
انتهاك الدستور والانقلاب على مبادئ الجمهورية الكمالية.
قمع المعارضة السياسية والتلاعب بالدين في السياسة.
صدر الحكم بإعدام عدنان مندريس، ومعه اثنان من وزرائه، هما وزير الخارجية ووزير المالية، الذين أُعدموا أيضًا، بينما خُفِّف الحكم على الرئيس جلال بايار إلى السجن المؤبد نظرًا لتقدمه في السن وحالته الصحية.
تم تنفيذ حكم الإعدام في عدنان مندريس ورفيقيه في 17 سبتمبر 1961، حيث أُعدموا شنقًا على جزيرة إمرالي في بحر مرمرة، ليظلوا رمزًا لحقبة مظلمة في تاريخ تركيا.
تاريخ الأتراك مع العرب مجلل بالسواد، من غزو العثمانيين وحتى مؤامرات عدنان مندريس، وصولًا إلى رجب طيب أردوغان الذي سار على نفس النهج في استغلال الدين ومحاربة الشعوب العربية.
ورغم كل هذا التاريخ الأسود، وجد مندريس من يلمّعه بعد موته، فقد قدّمه الإخوان المسلمون كنموذج "الزعيم الشهيد" و"بطل الإسلام"، متغافلين عن دوره كأداة للغرب ضد العرب، وعن فساده وإفلاسه لبلاده، وتحالفه مع إسرائيل. هكذا صنعوا من تاجر دينٍ أسطورة زائفة، تمامًا كما يفعلوا مع أردوغان اليوم، لتستمر نفس المدرسة في استغلال العاطفة الدينية لخدمة مشاريع معادية للأمة.
اقرأ أيضاً
الكتب والمقاهي والتاريخ.. بغداد تُعيد رسم خريطتها السياحيةسفير مصر ببغداد يبحث مع مستشار الأمن القومي العراقي التعاون بين البلدين
وزير الري يشارك في فعاليات مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه
0 تعليق