زيلينسكي ينجح في المهم... ويبقى الأهم - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيلينسكي ينجح في المهم... ويبقى الأهم - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 06:13 صباحاً

كانت مُحبطة للأوروبيين. فالخطوة مُجرَّبة، وبنجاح، من قبل الروس.

 

أوحى الاتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل استقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو يوم الأحد، بأنه سيفرض ضغطاً كبيراً على ضيفه للقبول بسلام مُذلّ.

 

لقد تفاءل الأوروبيون والأوكرانيون قبيل زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ ساد حديث آنذاك عن ترجيح قبول ترامب أخيراً توفير صواريخ "توماهوك" إلى كييف. لكن اتصال بوتين قبل يوم واحد من تلك الزيارة بعثر كل الأوراق. بالتالي، كان القلق قبل قمة الأحد مبرراً لدى الأوكرانيين وحلفائهم. بعد انتهاء الاجتماع، تراجعت حدة المخاوف... إلى حين.

 

ترامب وزيلينسكي في مارالاغو (أ ب)

 

نفى ترامب وجود موعد نهائي للمبادرة الأميركية، وهو تليين لموقفه الشهر الماضي، حين توقع قبول أوكرانيا مقترحه خلال أيام. وفي بداية الشهر الحالي، أعرب ترامب عن "خيبة أمل" لأن زيلينسكي لم يراجع الورقة الأميركية كما قال.

 

ما الذي أضحك زيلينسكي؟

يوم الأحد، أشاد ترامب بالأوكرانيين قائلاً إن زيلينسكي "عمل بجهد كبير، وهو شجاع جداً، وشعبه شجاع جداً". ثم انتقل للحديث عن "اتفاق قوي" بشأن الضمانات، مشيراً إلى دور أوروبي كبير في هذا المجال، مع العلم أنه لم يذكر الدور الأميركي. لكن زيلينسكي قال الاثنين إن المسودة المطروحة تقترح ضمانات أمنية أميركية لـ 15 عاماً.

 

وعندما سئل عما إذا كان يرى أن بوتين يرفض المقترح الأميركي بتصعيده العسكري الأخير ضد كييف، أجاب ترامب بأن أوكرانيا تلجأ أيضاً إلى تصعيد عملياتها. لكنه أكد أنه لا يقول ذلك بسلبية لأن الهجمات الأوكرانية كانت "على الأرجح ضرورية".

 

لم يستمر ترامب طويلاً على الخط نفسه، إذ وجد أن "روسيا تريد أن تنجح أوكرانيا" وأن لبوتين "شعوراً سخياً جداً" تجاه هذا النجاح، مما أدى إلى ابتسامة وإيماءات من جانب زيلينسكي. وعندما سئل الأخير عن التنازلات الإقليمية، تهرب من الإجابة المباشرة قائلاً إن الخطة تتضمن الحديث عن هذه النقطة.

 

ترامب وزيلينسكي (أ ب)

ترامب وزيلينسكي (أ ب)

 

في المقترح الأوكراني المضاد، ثمة قبول بانسحاب الطرفين عسكرياً من الخطوط الأمامية في دونيتسك ضمن مسافات متباينة قد تصل إلى 40 كيلومتراً، على أن يتبع ذلك تأسيس منطقة تجارة حرة منزوعة السلاح بحكم الأمر الواقع.

 

على أي حال، قاطع ترامب ضيفه ليقول إن أمام أوكرانيا فرصة اقتصادية كبيرة، في تلميح إلى أن التنازل عن الأراضي سيقابله الحصول على استثمارات أميركية، وهو حافز لا يعني الكثير لروسيا وأوكرانيا. وأشار إلى أهمية تنازل أوكرانيا عن أراضيها في الوقت الحالي، قبل أن تخسرها بالقوة الروسية لاحقاً، وهي وجهة نظر يكررها الكرملين.

 

حبسُ أنفاس مرهق

نجح زيلينسكي في المهم، وهو تفادي إغضاب ترامب. والأهم ليس إقناعه بممارسة ضغط إضافي على روسيا لأن ذلك لن ينجح. الأهم هنا هو قدرة البلاد على الاستعداد لسنة أخرى إضافية من الحرب.  

 

قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض، أعرب أوكرانيون عن تعبهم من سياسة سلفه جو بايدن في دعم أوكرانيا بما يمكّنها من الصمود، لا الانتصار. لذلك، كان بعضهم مستعداً للرهان على ترامب. تبين أن هذا الرهان في غير محله إلى حد بعيد، وأسعف الحظ أوكرانيا قليلاً لأن أوروبا تتمكن في بعض النواحي العسكرية من الحلول مكان الأميركيين. بالنسبة إلى أوكرانيا، كانت نهاية 2025 مع الأميركيين أفضل من بدايتها.

 

هذا على الأقل حتى مساء الاثنين، حين اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجمات على مقر إقامة بوتين، الأمر الذي "صدم" ترامب (بحسب روسيا) وكذّبته أوكرانيا. ويبدو أن الاتصال الهاتفي الثاني بين ترامب وبوتين الذي أخبر خلاله نظيره الأميركي بالهجوم الأوكراني، قد يعيد دفة "الميزان الترامبي" نحو روسيا مجدداً.

مهما تكن تداعيات نبأ "استهداف" مقر بوتين، يمكن الإشارة إلى أن العلاقة الأميركية-الأوكرانية أضحت شديدة الهشاشة. ليس أدل على ذلك من أن أمنيات الأوكرانيين القصوى باتت تنحصر في مضيّ لقاءات ترامب وزيلينسكي من دون خضات تُذكر.

 

وقد لا يكون رأس السنة المقبل سخياً معهم على أي حال.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق