فهد النهيو.. سيرة قائد كشفي تربوي عمل بصمت فصنع الأثر - تواصل نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فهد النهيو.. سيرة قائد كشفي تربوي عمل بصمت فصنع الأثر - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 12:47 مساءً

ترجّل القائد الكشفي فهد بن ناصر النهيو عن ميدان العمل الوظيفي متقاعداً بعد مسيرة حافلة بالعطاء، قضاها مشرفًا للنشاط الكشفي بمعهد العاصمة النموذجي، تاركاً خلفه إرثاً تربوياً وكشفياً ثرياً، وشهادة حيّة على أن القيادة الحقيقية لا تُقاس بالأضواء، بل بما تُحدثه من أثر في النفوس، فقد تميّز كما عرفته طوال أعوام عمله بحسن الخلق وطيبة القلب، وكان قدوة حسنة في المحافظة على الواجبات الدينية، وهو ما انعكس سلوكاً عملياً في تعامله اليومي، فجمع بين التربية بالقيم والتوجيه بالعمل، فكان قريباً من الفتية والشباب، كاسباً لقلوبهم قبل عقولهم، ومؤمناً بأن التربية قبل أن تكون توجيهاً هي علاقة إنسانية قائمة على الاحترام والثقة، وفي الميدان الكشفي، جسّد إيمانه العميق بالحركة الكشفية وأهدافها ومبادئها قولاً وعملاً، فكان نموذجاً للقائد الذي يطبّق ما يؤمن به، ويغرس القيم الكشفية في سلوك الكشافين من خلال الممارسة لا الشعارات، كما عُرف بتمكنه العالي في المهارات الكشفية المتنوعة، ما جعله واحداً من خيرة القيادات الكشفية في المملكة، ومرجعاً تربوياً وميدانياً لزملائه ومنسوبي النشاط الكشفي، ولم تقتصر إسهاماته على الداخل، بل كان خير ممثل لبلاده في المشاركات الكشفية الخارجية، حيث عكس صورة مشرّفة للكشاف السعودي، بما يحمله من التزام وأخلاق وقدرة على التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى، مؤكداً أن الكشافة رسالة إنسانية عالمية قبل أن تكون نشاطاً محلياً، وعلى الرغم من كل ذلك، آثر القائد فهد النهيو العمل بعيداً عن الأضواء، فكان يعمل بصمت، ويقدّم دون انتظار مقابل أو إشادة، حتى إن حفل تقاعده جاء على ذات النهج؛ هادئاً دون ضجيج، ودون جعله فرصة للترزّز من الآخرين ، غير أن محبة الناس كانت أبلغ من أي تكريم، حيث شهد حفله حضور لافت من مختلف المستويات التربوية والكشفية في المملكة، دون استجداء ، في مشهد صادق يؤكد مكانته في القلوب، وسيرته العطرة في الميدانين التربوي والكشفي، كما عُرف بحرصه الدائم على المشاركة في الأعمال التطوعية المجانية، واضعاً خدمة المجتمع في مقدمة أولوياته، وكان من أبرز إسهاماته مشاركته الفاعلة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، مجسداً بذلك أسمى معاني العطاء، والانتماء، وخدمة الوطن والإنسان.
إن تقاعد القائد الكشفي فهد بن ناصر النهيو هو نهاية مرحلة وظيفية، لكنه بكل تأكيد ليس نهاية العطاء، فمثل هذه القامات التربوية والكشفية تبقى حاضرة بأثرها، ومستمرة برسالتها، ومُلهمة للأجيال القادمة، نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، وأن يبارك له في عمره، وأن يجعل ما قدّمه في ميزان حسناته، وأن يظل نموذجاً يُحتذى به في القيادة التربوية والعمل الكشفي.

مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق