في صباحٍ يحمل بعض الهدوء لجيوب المواطنين، تسللت أرقام جديدة إلى الأسواق لتكسر موجة الارتفاع التي أثقلت كاهل الأسر طوال الأشهر الماضية. أسعار سلع أساسية، اعتاد المصريون متابعتها بقلق يومي، سجلت تراجعًا لافتًا، في مشهد أعاد فتح باب التساؤلات حول مستقبل الأسعار، وهل نشهد بداية انفراجة حقيقية أم مجرد استراحة مؤقتة في سباق الغلاء؟.

أسعار السلع المحلية والعالمية

شهدت الأسواق المحلية، اليوم الأحد الموافق 28 ديسمبر 2025، تحركات ملحوظة في أسعار عدد من السلع الغذائية الأساسية، حيث سجلت بعض الأصناف تراجعًا مقارنة بآخر تحديثات رسمية، وفق البيانات الصادرة عن مركز معلومات مجلس الوزراء وبوابة أسعار السلع المحلية والعالمية. هذا التراجع، وإن بدا محدودًا في بعض الأصناف، إلا أنه يحمل دلالات مهمة بالنسبة للمستهلكين الذين يترقبون أي انخفاض يخفف من ضغوط المعيشة اليومية.

السلع الاستراتيجية التي لا تخلو منها أي مائدة مصرية

ويأتي السكر المعبأ في مقدمة السلع التي شهدت انخفاضًا واضحًا، إذ تراجع سعر الكيلو بنحو جنيهين دفعة واحدة، ليستقر عند مستوى 34.76 جنيه. ويُعد السكر من السلع الاستراتيجية التي لا تخلو منها أي مائدة مصرية، ما يجعل أي تغيير في سعره محط اهتمام واسع لدى المواطنين، خاصة في ظل ارتفاعات سابقة أثارت حالة من القلق.
ولم يكن السكر وحده في قائمة التراجعات، إذ سجل زيت عباد الشمس انخفاضًا ملحوظًا بلغ 8 جنيهات للتر، ليصل سعره إلى نحو 87.8 جنيه. ويُعد الزيت من أكثر السلع استخدامًا داخل المنازل، وبالتالي فإن تراجعه ينعكس بشكل مباشر على كلفة الطهي اليومي، لا سيما مع الزيادة الكبيرة في استهلاكه.

أسعار السلع في مصر 

كما شهد الفول المعبأ، أحد أهم مصادر البروتين النباتي للمصريين، انخفاضًا قدره 7 جنيهات، ليسجل الكيلو نحو 57.91 جنيه. ويعكس هذا التراجع ارتياحًا نسبيًا لدى شرائح واسعة من المواطنين، خاصة في ظل اعتماد قطاعات كبيرة على الفول كوجبة أساسية منخفضة التكلفة نسبيًا.
وعلى الجانب الآخر، استقرت أسعار بعض السلع دون تغيير ملحوظ، حيث سجل كيلو الأرز المعبأ نحو 35.02 جنيه، فيما بلغ سعر الدقيق المعبأ 25.85 جنيه للكيلو، وسجل العدس المعبأ 65.58 جنيه للكيلو، بينما استقرت أسعار المكرونة المعبأة عند 28.1 جنيه للكيلو. هذا الاستقرار يعكس حالة من التوازن المؤقت بين العرض والطلب، في انتظار أي مستجدات قد تدفع الأسعار للصعود أو الهبوط.
أما أسعار البيض، فقد جاءت متفاوتة بحسب النوع، حيث بلغ سعر البيضة البلدي 5.69 جنيه، وسجلت البيضة الحمراء 5.31 جنيه، بينما استقر سعر البيضة البيضاء عند 5.21 جنيه. ويظل البيض من السلع التي تشهد تغيرات سريعة مرتبطة بعوامل الإنتاج والنقل وأسعار الأعلاف.
ويرى متابعون للسوق أن هذه التحركات السعرية تعكس تأثيرات إجراءات ضبط الأسواق وزيادة المعروض، إلى جانب المتغيرات العالمية في أسعار السلع والطاقة. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل تستمر هذه الانخفاضات خلال الفترة المقبلة، أم تعود الأسعار للارتفاع مع أي ضغط جديد على سلاسل الإمداد؟