تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 8 تريليونات دولار - تواصل نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 8 تريليونات دولار - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 29 ديسمبر 2025 12:22 مساءً

كشف تقرير توقعات البيئة العالمية السابع (GEO-7) الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP) ) بشكل لا يقبل الجدل أن التلوث والتدهور البيئي يمثلان خطرًا اقتصاديًا وجوديًا. وأن الاستمرار في المسارات التنموية والاعتماد على الأنظمة الاقتصادية الحالية يهدد بشكل مباشر استقرار الأسواق، سلاسل الإمداد العالمية، والنمو الاقتصادي المستقبلي، مما يقتطع تريليونات الدولارات من الناتج العالمي.

تقرير GEO-7 وهو تقييم عالمي شامل يشمل جميع الأقاليم، اعتمد على جهود 287 عالمًا من 82 بلدًا مختلفًا، قدم أرقامًا رسمية صادمة حول التكلفة الحقيقية للتقاعس عن العمل. تلوث الهواء باعتباره الخطر البيئي الأكبر على صحة الإنسان والذى يكلف الاقتصاد العالمي حوالي 8.1 تريليون دولار أمريكي في عام 2019 وحده. حيث يمثل هذا الرقم ما يقرب من 6.1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في ذلك العام. هذه التكاليف تنتج بشكل أساسي عن الوفيات المبكرة والأمراض المزمنة التي تؤدي إلى غياب الموظفين وانخفاض إنتاجية القوى العاملة عالميًا.

التقرير أكد أن الآثار الاقتصادية لتلوث الهواء لا تقتصر على خسائر الإنتاجية الفورية، بل يتوقع خسائر طويلة الأجل ويشير إلى أن أضخم الخسائر الاقتصادية العالمية المرتبطة بالوفيات هى الناجمة عن تلوث الهواء، وخاصة من الجسيمات الدقيقة (pm.2.5) التي تشكل أكثر من 90% من وفيات التلوث، تقدر خسائرها بما يتراوح بين 18 و25 تريليون دولار أمريكي حتى عام 2060. هذا التدهور يرفع أيضًا تكاليف الرعاية الصحية بشكل كبير مما يخلق عبئًا ماليًا إضافيًا على الأفراد والحكومات. الأرقام تظهر أن بعض بلدان أوروبا الشرقية شهدت تكاليف تلوث هواء تتجاوز 10% من ناتجها المحلي الإجمالي، مما يؤكد الطبيعة العالمية والمتباينة لهذه الأزمة.

التقرير نوه إلى التدهور البيئي العام، بما في ذلك فقدان الطبيعة، والذى يكلف الاقتصاد العالمي تريليونات الدولارات سنويًا. وأشار إلى أن الخسائر المتوقعة بسبب تغير المناخ وحده يمكن أن تقتطع 4%من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويًا بحلول عام 2050 ويمكن أن يرتفع إلى 20% بحلول عام 2100 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات تخفيف جذرية.

يؤكد تقرير GEO-7 أن الاستثمار في بيئة صحية هو استثمار في النمو الاقتصادي المستدام. وان التحول نحو الاستدامة هو فرصة استثمارية هائلة. ويقدم التقرير سيناريوهات تحويلية تظهر مكاسب اقتصادية تفوق بكثير التكاليف الأولية للتحول.

مشيرا إلى أن الفوائد الاقتصادية الكلية العالمية تبدأ في الظهور حول عام 2050 و مع تطبيق الإجراءات التحويلية. يمكن أن تصل هذه الفوائد إلى 20 تريليون دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2070.

التقرير أكد أن الاستثمار في مناخ مستقر وطبيعة سليمة وكوكب خالٍ من التلوث، يحقق تريليونات إضافية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. تأتي من عدة مصادر منها الحد من الوفيات والأمراض، حيث يمكن تجنب ملايين الوفيات المبكرة بفضل تطبيق إجراءات خفض تلوث الهواء، مما يعزز إنتاجية القوى العاملة. كما أنه سيخلق فرص عمل جديدة فى حالة توفير الطاقة النظيفة للجميع حيث يمكن أن يولد ما يصل إلى 25مليون وظيفة جديدة عالميًا في قطاعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

وأكد التقرير أن مواجهة تلوث الهواء يعزز الأمن الغذائي ويقلل التدهور البيئي، مما يجنب خسائر كبيرة في إنتاجية الغذاء والمياه.

التقرير لم يقتصر على تلوث الهواء وتغير المناخ. بل تناول تحديات بيئية أخرى تفرض تكاليف اقتصادية وصحية كبيرة منها أزمة المياة حيث إن هناك ما يقرب من ملياريْ شخص لا يحصلون على مياه شرب آمنة. كما أن الاستخدام المفرط للمياه، وخاصة في الزراعة، يزيد من ندرة المياه. حوالي 70% من إمدادات المياه العذبة العالمية تستخدم للزراعة. ونقص المياه يقلل الإنتاجية الزراعية ويهدد الأمن الغذائي، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية في القطاع الزراعي.

وأشار إلى فقدان التنوع البيولوجي ممثلا فى وجود مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددة بالانقراض.

وأوضح التقرير أن إنتاج المواد الكيميائية يتضاعف وأن التلوث الناتج عنه يؤدي إلى خسائر في إنتاجية الأراضي الزراعية ويهدد صحة الإنسان. فالكمية السنوية من النفايات الصلبة البلدية المتوقعة عالميًا قد تصل إلى 3.4 مليار طن بحلول عام 2050 وسوء إدارة النفايات يزيد تكاليف المعالجة والتخلص الأمن.

التقرير اختتم رسالته بضرورة أن تنتهج الحكومات والشركات والأفراد مسارًا تحويليًا فوريًا. هذا المسار لا يضمن فقط بقاء الكوكب بل يضمن نموًا اقتصاديًا أكثر استدامة، عدالة، وسلامة. التأخر في هذا التحول سيزيد التكاليف الاقتصادية والاجتماعية بشكل كبير في المستقبل.

اقرأ أيضاً
كامل الوزير: زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي «محطة فارقة» في مسار العلاقات الثنائية

تخفيضات تصل لـ 20%.. محافظ الدقهلية يتفقد المعرض الدائم للسلع بالمنصورة ويطمئن على الأسعار

ترقب لنتائج اجتماعات مناقشة الفائدة في «بنك مصر» و«البنك الأهلي» اليوم

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق