تحولت ظاهرة انتشار الكلاب والقطط الضالة في شوارع الإسكندرية، خلال الشهور الأخيرة، إلى مصدر قلق متصاعد لدى الأهالي، بعد تزايد شكاوى حوادث العقر، وظهور مخاوف من احتمالية إصابة بعضها بمرض «السعار».

وتعددت البلاغات الواردة من أطراف المدينة، وداخل أحيائها الرئيسية، ما وضع الجهات التنفيذية والبيطرية أمام مطالب متزايدة بالتدخل العاجل.

في البداية يقول سالم نصر خيرالله، من أهالي منطقة العجمي: إن الوضع «لم يعد يُحتمل»، مشيرًا إلى أن الكلاب الضالة أصبحت تنتشر بكثافة في الشوارع والميادين، ما تسبب في حالة خوف دائمة بين السكان، مؤكدًا أنهم يطالبون مديرية الطب البيطري وشرطة الخيالة بالتدخل للحد من الظاهرة، «والتخلص من الكلاب الضالة التي باتت خطرًا مباشرًا على الأطفال».

وفي منطقة البيطاش، يروي مؤمن أحمد عبد اللطيف واقعة مرعبة تعرض لها أحد الأطفال، بعد هجوم كلب ضال عليه، ما استدعى نقله فورًا إلى مستشفى العامرية لتلقي مصل السعار، ويقول: «الأمر أصبح مخيفًا فعلًا، فالكلاب تتجمع بأعداد كبيرة أمام المنازل، وفي الشوارع، وأي طفل قد يكون عرضة للعقر».

وفي محرم بك، يصف محمد مصطفى المشهد اليومي هناك قائلًا: «أصبح النزول إلى الشارع مغامرة حقيقية، فكل زاوية تضم مجموعة من الكلاب التي تتشاجر ثم تلاحق السيارات أو المارة، ولحسن الحظ، تمكنت من إغلاق زجاج سيارتي قبل أن يهاجمني أحدها».

بينما يطالب مبروك القناشي، من منطقة الكيلو 21، باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، حتى وإن وصلت إلى الإبادة، قائلًا: «حياة الإنسان أولى، وإذا تساوت حياة الإنسان مع حياة الكلاب، فيجب تغليب حياة البشر».

من جانبها، أكدت الدكتورة نيلي لطيف إبراهيم، مديرة إدارة الأمراض المشتركة بمديرية الطب البيطري بالإسكندرية، أن المديرية تنفذ خطة موسعة لمواجهة مرض السعار، من خلال تحصين الكلاب والقطط في الشوارع، وتنظيم حملات توعية للمواطنين. مشيرة إلى أن الزيادة الكبيرة في أعداد الكلاب والقطط الضالة باتت ظاهرة واضحة في عدة مناطق بالمحافظة، ما يرفع مخاطر انتشار العدوى في حال ظهور حالات مصابة.

وأوضحت، في تصريحات صحفية لـ«الأسبوع»، أن الأسباب الرئيسية وراء تضاعف أعداد الكلاب ترجع إلى انتشار القمامة، وبقايا الطعام في الشوارع، إضافة إلى قيام بعض الأهالي بإطعام الكلاب بشكل عشوائي داخل المناطق السكنية، ما يؤدي إلى تجمعها وتكاثرها السريع.

مؤكدة أن مديرية الطب البيطري نفذت أكثر من 260 حملة خلال عام 2025، منها 131 حملة لتحصين الكلاب والقطط، و131 حملة إضافية بين منتصف يناير ومنتصف أكتوبر من العام نفسه. وشملت الحملات استخدام لقاحات «سيرفاك» المحلية المعتمدة، التي يتم توزيعها على الحيوانات المملوكة والضالة.

مشيرة إلى وجود تنسيق مستمر مع مديريات الصحة والأمن والوحدات المحلية والجمعيات الأهلية، لتنفيذ حملات مشتركة أسبوعية تشمل التحصين والكشف، والمرور على المناطق المشتبه في وجود حالات عقر بها.

موضحة أن المعامل المركزية تجري تحاليل لرؤوس الكلاب المشتبه في إصابتها بفيروس السعار، وفي حال ثبوت الإصابة يتم تعقيم، وتحصين الكلاب في نطاق المنطقة لمنع انتشار العدوى، مضيفة أن هذه الخطة تأتي ضمن استراتيجية «مصر خالية من السعار 2030»، التي تعتمد على تقليل أعداد الكلاب الضالة عبر التعقيم لا الإعدام، لتحقيق توازن بيئي مستدام.

واختتمت بالتأكيد على أن المديرية أطلقت مبادرة «شارك في تعقيم الكلاب الضالة لتكون أكثر أمانًا»، بالتعاون مع العيادات الخاصة والجمعيات الأهلية، بهدف تعزيز المشاركة المجتمعية في مواجهة الظاهرة وتقليل مخاطرها على السكان، مشددة على أن التحصين والتعقيم هما المسار الأكثر فاعلية علميًا لحماية المواطنين ومنع انتشار السعار.

اقرأ أيضاً
استجابة لمطالب الأهالى.. بورسعيد تطلق مشروع «شلاتر الإيواء» لإنهاء أزمة الكلاب الضالة

ضبط شخصين لتعديهم على آخر لقيامه بإطعام الكلاب الضالة في الإسكندرية

وزير الزراعة: بدء برنامج وطني شامل للسيطرة على الكلاب الضالة