تجربة تاريخية بروح عصرية تعكس رؤية طموحة.. السعودية تطلق مشروع "على خُطاه" لمحاكاة "درب الهجرة النبوية" - تواصل نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجربة تاريخية بروح عصرية تعكس رؤية طموحة.. السعودية تطلق مشروع "على خُطاه" لمحاكاة "درب الهجرة النبوية" - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 01:43 مساءً

تواصل نيوز - النجاحات السعودية تتواصل عبر تقنيات تفاعلية تعيد إحياء أعظم رحلة في التاريخ

في خطوة نوعية غير مسبوقة، تعكس الطموح السعودي المتجدد وتبرز الرؤية الثاقبة لولي العهد محمد بن سلمان، كشفت المملكة العربية السعودية عن مشروع فريد من نوعه يُجسّد واحدة من أعظم محطات التاريخ الإسلامي: رحلة هجرة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة، المشروع الذي أُطلق تحت مسمى "درب الهجرة النبوية" يقدم تجربة تفاعلية عميقة، تستحضر التاريخ بروح العصر، وتُعيد ربط الأجيال بماضٍ مجيد، ضمن إطار متكامل من التطوير الثقافي والتراثي والفكري، يتماشى مع الخطوات المتسارعة التي تنتهجها المملكة في رؤيتها الشاملة.

c8dcc755c8.jpg

وفق مايرصده موقع "تحيا مصر"، قد حظيت تجربة "على خُطاه"، وهي أحد أبرز مكونات المشروع، بإقبال واسع فاق 300 ألف طلب مؤكد من داخل المملكة وخارجها، ما يعكس حجم التفاعل والاهتمام بتلك المبادرة التي تسعى المملكة من خلالها إلى تعزيز الوعي الديني والتاريخي بطريقة حديثة ومؤثرة.

إعادة صياغة العلاقة مع السيرة النبوية

تُعد تجربة "على خُطاه" رحلة تمتد على مدار تسعة أيام، تقود الزائر عبر مسار الهجرة النبوية الممتد بين مكة والمدينة، لمسافة تقارب 470 كيلومتراً. ويمكن للزائر أداء هذه الرحلة مشيًا على الأقدام أو باستخدام وسائل نقل بيئية مثل الإبل والعربات الكهربائية المصممة خصيصًا لهذه التجربة، بما يُراعي خصوصية المسار وقدسيته.

a584d8556c.jpg

وقد تم تحديد أكثر من أربعين موقعًا تاريخيًا على طول الطريق، بناءً على دراسات ميدانية دقيقة أجرتها دارة الملك عبد العزيز، بالتعاون مع جهات أكاديمية وتاريخية متخصصة، وتضم محطات ذات دلالات عميقة مثل غار ثور، خيمة أم معبد في وادي قديد، منطقة سراقة بن مالك، وادي القاحة، ومسجد قباء. كل نقطة من هذه المحطات تم تجهيزها بأسلوب يدمج بين الإرشاد المتخصص، والتقنيات التفاعلية مثل الواقع المعزز، واللوحات التعريفية متعددة اللغات، إضافة إلى مراكز استراحة ومبيت، ما يُحوّل الرحلة إلى تجربة وجدانية وروحية متكاملة.

وجهة عالمية للسياحة الروحية والثقافية

من المقرر أن تنطلق التجربة رسميًا في نوفمبر المقبل، بطاقة استيعابية تصل إلى 12 ألف زائر يوميًا، وفق جدول دقيق وتجهيزات ميدانية متطورة. وقد شهد محيط جبل أحد إطلاقًا رسميًا كبيرًا، بحضور الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وعدد من العلماء والمسؤولين من وزارة السياحة، ووزارة الحج والعمرة، وهيئة تطوير منطقة المدينة، وبرامج جودة الحياة، وخدمة ضيوف الرحمن، والهيئة العامة للترفيه، وشركة صلة المطور التنفيذي للمشروع.

7c13d84cbc.jpg

يأتي هذا المشروع في سياق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تضع الدين في قلب التنمية، وتسعى لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للسياحة الدينية والثقافية، عبر تطوير تجربة الحجاج والمعتمرين والزائرين، وتوسيع نطاق المقاصد الدينية التاريخية خارج نطاق الحرمين الشريفين.

التجربة التي جذبت اهتمامًا عالميًا، استقبلت طلبات من دول كماليزيا وتركيا وباكستان ومصر وإندونيسيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى طلبات عديدة من مقيمين داخل السعودية من مختلف الجنسيات الإسلامية، ما يعزز من مكانة المملكة كمركز روحي وثقافي عالمي.

بنية تحتية متكاملة ورؤية حضارية للمملكة

لتنفيذ هذه التجربة الاستثنائية، أنشأت الجهات المنظمة بنية تحتية متكاملة تشمل ثمانية مخيمات مبيت مجهزة بالكامل، وأكثر من خمسين محطة استراحة موزعة على امتداد الطريق، مع مراكز طبية وأمنية، ومرشدين دينيين، إلى جانب أسواق تراثية ومطاعم، وتطبيق إلكتروني شامل لحجز التجربة وتحديد المسارات. كما تعمل المملكة على تدشين "متحف الهجرة النبوية" في نهاية المسار، ليكون بمثابة ختام معرفي وثقافي يخلّد التجربة ويمنحها طابعًا تعليميًا دائمًا.

27753cc749.jpg

في ظل التحديات التي يشهدها العالم الإسلامي، تمثل تجربة "على خُطاه" نموذجًا فريدًا في إعادة تقديم التاريخ الإسلامي ضمن إطار معاصر يجمع بين الروح العلمية والوجدانية، ويمنح الأجيال الجديدة نافذة لفهم التضحيات التي بُنيت عليها رسالة الإسلام، وفق رؤية معتدلة متجددة، تستثمر في الدين كرافعة للهوية والتنمية معًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق