تواصل نيوز - في قلب الصحراء الغربية، حيث تحتضن الرمال أسرار الطاقة، تنبض آبار النفط بحياة جديدة تحمل بشائر الاكتفاء. لم يعد الحلم في باطن الأرض بعيد المنال، فمجهودات وزارة البترول المصرية لا تتوقف، وها هي تضخ دماءً جديدة في شرايين الاقتصاد، بآبارٍ تُولد على وقع خطة مدروسة لتعزيز الإنتاج من الخام والغاز، دعمًا لاحتياجات الدولة والمواطن، ودرعًا واقيًا أمام تقلبات الاستيراد وأسعاره.

خطة مدروسة لتعزيز الإنتاج من الخام والغاز

تواصل وزارة البترول والثروة المعدنية خطواتها المدروسة نحو تحقيق أمن الطاقة عبر تعزيز الإنتاج المحلي من الزيت الخام والغاز الطبيعي، وذلك ضمن المحور الأول لاستراتيجيتها القومية، التي تركز على تكثيف أعمال البحث والتنقيب في مختلف مناطق الامتياز. وفي هذا الإطار، تُسجل شركة "خالدة للبترول" تقدمًا ملحوظًا عبر مشاريعها النشطة في الصحراء الغربية، حيث تستعد لإدخال بئرين جديدين على منظومة الإنتاج خلال شهر يونيو الجاري.

البئر الأولى، المعروفة باسم Fox Deep-02، أنهت أعمال الحفر مؤخرًا، وأظهرت نتائج التقييم وجود طبقات غنية بالزيت في خزاني "علم البويب" و"العلمين"، ويبلغ سمك الطبقة الحاملة للزيت نحو 110 أقدام. نتائج الاختبار الأولي على طبقة "علم البويب" سجلت إنتاجًا مبدئيًا يقارب 2600 برميل من الزيت الخام يوميًا. وتستكمل الشركة حاليًا الإجراءات الفنية النهائية، بما في ذلك تركيب مضخة رفع صناعي، تمهيدًا لبدء الإنتاج خلال الشهر نفسه.

أما البئر الثانية، والتي تحمل اسم Tayim-W14، فقد تم توجيه الحفر فيها لاستهداف طبقة الدسوقي الواقعة في الجزء العلوي من الخزان. وأسفرت أعمال الحفر عن اكتشاف طبقة حاملة للزيت بسُمك 57 قدمًا، بينما بلغ معدل الإنتاج الأولي في اختبار الطبقة ذاتها حوالي 2800 برميل من الزيت الخام يوميًا. ومن المقرر وضع هذه البئر على الإنتاج بعد استكمال الاختبارات وتركيب المضخة.

تأتي هذه التطورات كدليل على نجاح جهود الوزارة في تسريع عمليات ربط الحقول المكتشفة بالإنتاج الفعلي، ما يساهم في تقليل الاعتماد على الواردات، وتحقيق استقرار ملحوظ في سوق الطاقة المحلي، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة وخطط الدولة للاكتفاء الذاتي.