تواصل نيوز - يوافق اليوم 14 يونيو، عيد ميلاد الفنانة والمطربة المصرية سيمون، التي ارتبط اسمها بجيل الثمانينات والتسعينات، وحققت شهرة كبيرة بصوتها المختلف وأدوارها الفنية الهادئة والرصينة، وبينما يراها كثيرون أيقونة خفيفة الظل ومتفردة في شكلها الفني، إلا أن ما لا يعرفه كثيرون أن إحدى أهم محطات حياتها الفنية كانت لحظة درامية قوية جدًا، كادت أن تكلّفها سلامتها، وتركت بصمتها في حياتها للأبد، وكان شاهدة عليها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

مشهد صعب لـ سيمون في فيلم يوم حلو ويوم مر

في فيلم يوم مر ويوم حلو الذي عُرض عام 1988 من بطولة الفنانة فاتن حمامة وإخراج خيري بشارة، جسدت سيمون دور الابنة المتمردة، واحدة من خمس بنات تعيش مع والدتهن في بيت واحد، وتعاني من ضيق الحال والضغوط الاجتماعية، وفي أحد أهم المشاهد الذي يرصده موقع تحيا مصر، كانت الشخصية التي تؤديها تمر بلحظة انهيار عصبي شديد، لتقرر أن تسكب على جسدها مادة قابلة للاشتعال وتهدد بإحراق نفسها.

تقول سيمون في أحد اللقاءات التليفزيونية إنها أثناء تصوير هذا المشهد كانت في حالة تركيز عميق مع الشخصية، حيث طلب منها المخرج خيري بشارة أن تنفعل إلى أقصى درجة وكأنها تعيش الانفجار الداخلي الذي تعانيه الشخصية، ولم يكن المشهد سهلًا، فقد استخدمت مادة سائلة بديلة للبنزين، لها رائحة قوية وقريبة من الحقيقية، وتم التصوير في مكان ضيق للغاية دون تهوية.

فاتن حمامة لـ سيمون: أنتِ مجنونة... بس شاطرة

بعد الانتهاء من تصوير المشهد، وبينما كانت سيمون ما زالت متأثرة بالحالة النفسية والانفعالية، اقتربت منها فاتن حمامة وقالت لها بابتسامة حانية لكنها جادة: "أنتِ مجنونة، بس شاطرة... ما تعمليش كده تاني أبداً، الفن مش لازم نؤذيه نفسنا علشانه".

تحكي سيمون أن هذه الكلمات أثّرت فيها بشدة، لأنها جاءت من القدوة الأولى لها في الفن، سيدة الشاشة نفسها، التي كانت تعاملها كابنتها طوال فترة التصوير، وتنصحها دائمًا بحكمة الأم والخبرة الطويلة.

مشهد غيّر مفاهيمها عن التمثيل

تقول سيمون إنها بعد هذا المشهد، بدأت تدرك أهمية "السلامة النفسية والجسدية" للفنان، وتعلمت كيف تعيش الشخصية دون أن تفقد السيطرة على ذاتها، وأكدت أنها لم تتخذ من المشهد وسيلة للاستعراض، بل كانت تؤدي دورًا من قلبها، لكنها أدركت لاحقًا أن هناك حدودًا يجب أن يحافظ عليها الفنان حتى لا يتورط في إيذاء نفسه.

تضيف أيضًا أن هذا المشهد، رغم صعوبته، كان من أقرب المشاهد إلى قلبها، ليس فقط لأنه كان تحديًا تمثيليًا، ولكن لأنه جمعها مباشرة بأعظم ممثلة في تاريخ السينما المصرية، والتي منحتها في تلك اللحظة "شهادة ميلاد فنية جديدة"، حسب تعبيرها.

سيمون.. فنانة من طراز نادر

يُذكر أن سيمون بدأت حياتها الفنية كمطربة قبل أن تتجه إلى التمثيل، وحققت نجاحات واسعة في أغاني مثل مش نظرة وابتسامة وبتكلم جد، كما شاركت في أفلام ومسرحيات ناجحة من أبرزها: آيس كريم في جليم مع عمرو دياب.