تواصل نيوز - ذهبت توقُّعات الكثيرين عن هونج كونج إلى أنها بلادٌ، يملؤها حديد المصانع، وتتصاعد من أعمدتها دخان التصنيع، كيف لا وهي ابنة الصين الصغرى، ومنها أخذت اسمها "هونج كونج"، ويعني "الميناء العطر" نسبةً إلى اختلاط مياه الخليج بالماء العذب القادم من نهر اللؤلؤ، أو بسبب قرب الميناء من مصانع العطور التي كانت تقع على ساحل كولون.
ويبدو أن الكثافة السكانية، وصغر مساحتها، جعلاها بعيدةً عن أخذ حيزٍ واسعٍ في خارطة السياحة العالمية، إذ يسكنها سبعة ملايين نسمة، وتبلغ مساحتها 1.104 كيلومتر مربعٍ، وهي تضمُّ بذلك إحدى أكبر الكثافات السكّانيَّة في العالم.
هذه العوامل لم تمنع البلد الجديد من التمدُّد سياحيًّا، فاحتضن أبرز مدينة ألعابٍ عالميةٍ، وهي "ديزني لاند"، لتنضمَّ بذلك إلى الدول الكبرى التي تضمُّها، يتقدُّمها الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، واليابان. وهو الفرع الخامس لديزني لاند، وقد تم افتتاحه قبل 20 عامًا.
ولم تستقطب هونج كونج من الأمريكيين "والت ديزني" وعائلته فقط، بل وذهبت أيضًا إلى أشهر علامةٍ سينمائيةٍ عالميةٍ، هوليوود، وحاكت تصميم ممشى المشاهير فيها، وكرَّمت من خلاله شخصياتٍ بارزةً في صناعة السينما، ووضعت تمثالًا للممثل الصيني العالمي بروس لي تقديرًا لما قدَّمه في الفنون القتالية، وهو الذي رحل في منتصف السبعينيات الميلادية عن عمر 32 عامًا.
رحلة السياحة في البلدة الشابة، لا تتوقف عند عملاق الترفيه الأمريكي فحسب، إذ تبرز كذلك قمة فيكتوريا بوصفها من أهمِّ المواقع السياحية، ويقصدها السياح من كل أنحاء العالم، كونها تختصر مشاهدة البلدة من أعلى قمةٍ.
ولأن هونج كونج بلدٌ، يتغذَّى من الميناء، والبحار التي تحيط به فقد استثمر الصناعيون فيها ذلك بتدشين مدينة ملاهٍ بحريةٍ، تشتمل على معروضات الحيوانات.
كذلك تقوم السياحة في هونج كونج على سوق تيمبل ستريت الذي يشتهر بعمله في فترة الليل، ويضم كثيرًا من الهدايا التذكارية، والصناعات اليدوية، ويوفر تجربة أكل فطائر البيض، وهي علامة زيارة الشارع الأشهر.
ويهوى عشَّاق الرياضة شارع الأحذية الرياضية الذي يُصنِّفه الزوار بأنه فريدٌ من نوعه، إذ يشتهر البلد الصغير بصناعة هذه الأحذية.
وتحافظ هونج كونج على إرثها التاريخي المنبثق من الصين من خلال قرية تاي التي تُعرَف بمنازلها المبنية على ركائزَ خشبيةٍ، وأسواق المأكولات البحرية التي توفر لمحةً عن تراث الصيد في البلاد.